يأتي الشتاء حاملاً معه دائماً العديد من الأمراض المُزعجة، وهي عبارة عن سَيلان الأنف، أوجاع الحلق، سعال وعطس. لكن كيف يمكنكم تحصين أجسادكم ضدّها؟ يؤدّي الرشح إلى مجموعة من الأعراض غير الخطرة، والمعروف أنه يمكن الشفاء منه خلال بضعة أيام مثل معظم العدوى الفيروسية. وللحدّ من انتشاره، لا بدّ من اتّباع قاعدتين أساسيتين:
• عدم البقاء بانتظام في المنزل الدافء: يشكّل المكوث المنتظم في البيت مأوى حقيقياً للفيروسات التي تكون محصورة وتنتقل بسهولة إلى سكّان المنزل عن طريق الهواء والأسطح. لذلك، من المهمّ جداً تهوئة كافة الغرف أقلّه مرّة في اليوم. إضافةً إلى ضرورة عدم المبالغة في التدفئة لأنّ الهواء الجاف يهاجم أيضاً الغشاء المخاطي للأنف ويعزّز التعرّض للعوامل المُعدية كالفيروسات والبكتيريا.
• غسل اليدين بانتظام: يجب التمسّك بهذه العادة تلقائياً خصوصاً بعد إزالة المخاط بواسطة محارم ورقية، ثم تنظيف اليدين بمياه دافئة وصابون. كذلك من المهمّ عدم مشاركة أدوات المائدة وزجاجات الرضاعة. والحفاظ على نظافة اليدين يمنع أيضاً انتقال الميكروبات إلى العائلة والزملاء. ويُنصح بتفادي لَمس الأنف والعينين.
وإلى جانب هاتين القاعدتين لا بدّ من التمسّك بالنصائح التالية:
• عدم الإفراط في احتساء الكحول التي تُضعف الجهاز المناعي وتزيد احتقان الشعَب الهوائية وتخفّض إخلاء الميكروبات. في حال العلاج بالدواء، يمكن لهذه المشروبات تعزيز حدوث آثار جانبية.
• عدم اللجوء مباشرة إلى المُضادّات الحيوية. في الواقع إنّ معظم التهابات الأنف والأذن والحنجرة (الرشح، التهاب الحلق، التهاب الشعب الهوائية) تحصل نتيجة التعرّض للفيروسات، وبالتالي فإنّ هذه الأدوية غير مُجدية في معظم الأحيان.
• عدم الإستفادة من الطقس البارد للأكل أكثر. بعكس الإعتقاد الشائع، لا يحتاج الجسم لسعرات حرارية إضافية خلال الشتاء، فالنتيجة الوحيدة ستكون اكتساب كيلوغرامات إضافية وتراكم الدهون في مختلف أنحاء الجسم، ما يؤدي إلى إضعافه.
• التأكّد من الأداء السليم لأنظمة التدفئة وسخّانات المياه والإستعانة بالشخص المؤهّل لتنظيف الموقد وضمان فعالية تهوئة الغرف. إنّ هذه النصائح الأساسية تسمح بالوقاية من التسمّم بغاز أول أوكسيد الكربون القاتل الذي يتسبّب على سبيل المثال بستة آلاف ضحية وأحياناً 300 حالة وفاة سنوياً في فرنسا. هذا دافع إضافي لتهوئة كافة غرف المنزل يومياً.
أمّا في حال الإصابة بالرشح وقبل اللجوء مباشرةً إلى الصيدلية لأخذ مجموعة من الأدوية، ما عليكم إلّا أن تتمسّكوا بالعلاجات الطبيعية الفعّالة:
• التركيز على السوائل: بالتأكيد المياه أولاً، ولكن أيضاً عصائر الفاكهة الطبيعية والمشروبات الصحّية الساخنة كالشاي. الهدف هو ترطيب الجسم من أجل جعل مخاط الأنف والحلق ليّناً، ما يساعد على التخلّص منه. يُنصح بزيادة كمية السوائل في حال ارتفاع حرارة الجسم. يُشار إلى أنّ المشروبات الساخنة تساهم في تهدئة أوجاع الحلق وتخفيف احتقان الأنف.
• ترطيب الغشاء المخاطي للأنف بواسطة مياه مالحة أو مياه البحر.
• عدم التدخين لأنّ استنشاق دخان السجائر بمختلف أنواعها يفاقِم أعراض الرشح.
• الحصول على الراحة متى أمكن ذلك، من خلال تخصيص قيلولات صغيرة.
• على صعيد العلاج بالنباتات، يمكن الاستعانة بشاي الإشنسا (Echinacea) الذي يسمح بعلاج الرشح نظراً إلى خصائصه المحفّزة للمناعة.
يذكر أنّ الرشح لا يستدعي عموماً استشارة الطبيب، باستثناء الحالات التالية:
• استمرار هذه الحال لأكثر من 10 أيام.
• أوجاع الأذن أو ألم شديد في الوجه أو الجبين.
• بلوغ حرارة الجسم أكثر من 39 درجة مئوية.
• إستمرار السعال.
• الصفير أثناء التنفّس.
• التأثّر كثيراً في المرض وخفض النشاطات اليومية.