الملل هو آفة العصر الحديث، فمن منا لا يشعر بالملل؟ ومع ظهور تلك المشاعر تكثر الأسئلة حول ما هو الملل؟ وهل هو مرض؟ وكيف نتخلص منه؟
قال الدكتور أسامة محمد عبد الجواد، نائب رئيس قسم المخ والأعصاب بمستشفى بنها التعليمى، أكثرنا مر برغبة الخروج من ملعب الحياة ليجلس على المدرج ليس مع المشجعين ولكن مع المشاهدين الذين يراقبون من بعيد دون أى رغبة فى المشاركة فى أحداث الحياة، تأتى هذه الرغبة عند الشعور بالملل.
وأضاف دكتور أسامة أن الملل هو حالة نفسية يشعر فيها الإنسان بعدم الاستقرار الداخلى وهذه الحالة تصيب أكثر الناس، وهى ليست محددة بعمر معين وهى ليست حالة مرضية، لكنها تعبير عن وضع نفسى قلق مما يسبب للمريض الضيق والنظرة التشاؤمية للحياة.
وتابع أن هذه الحالة تحدث نتيجة لعدة أسباب منها الإصابة بالإحباط والفشل فى تحقيق بعض ما كنا نتمناه، وقد يحدق الملل نتيجة الابتلاء ببعض المصائب المتتابعة فى النفس والأهل أو أحد الأقارب أو الأصدقاء، بالإضافة إلى أن وجود بعض الخلافات الطبيعية فى الحياة، مشيرا إلى أن البعض يعانى من عدم وضوح الهدف من الحياة.
وأكد أن تكرار نفس الروتين اليومى ونفس الأعمال اليومية بصورة مستمرة وعلى نفس الفترات، بالإضافة إلى أن معيشة الإنسان مع بعض الأشخاص الذين يتسلل لهم الملل سريعا، بجانب البعد عن الحياة الاجتماعية ولاسيما بعد انتشار التكنولوجيا فيستطيع الإنسان أن يتسوق وأن يقضى وقت فراغه وقراءاته عن طريق النت، بجانب عدم الشعور بأهمية الوقت وهذه النقطة قد تكون سببا فى الشعور الدائم بالملل وقد تكون نتيجة، مؤكدا أن الملل قد لا يشعرك بأهمية الوقت فاليوم مثل أمس مثل الغد وقد يكون عدم تقديرك للوقت وأهميته سببا للملل.
ونصح بأنه لعلاج الملل، يجب الابتعاد عن الشىء الذى مللت منه لفترة، ثم عد إليه بعد حين ستجده اكتسب تألقا ونضارة جديدة، بالإضافة إلى ضرورة التنوع فى أساليب التعامل مع الأشياء والأشخاص فلا تستخدم نفس الكلمات بل حاول أن يكون لكل يوم مصطلح جديد، ويجب التجديد فى التعبير عن ذاتك أو عملك، واستخدم الدعابة عند التعامل مع الآخرين، فهى من الأمور التى قد تساعدك على التخلص من الملل وهى تغيير الظروف المحيطة وذلك بالالتفاف مع بعض الأصدقاء والتنزه فى بعض الأماكن الجميلة وكسر الروتين، بالإضافة إلى ضرورة التعامل بشكل صحيح مع الوقت، مؤكدا على أهمية تخصيص بعض الوقت لتستريح بمفردك، وأن تفكر فى أشياء طريفة ممتعة.