بعد أن أعلن أحد المستشفيات الفرنسية، نجاح أول عملية لزراعة قلب صناعى لمريض، تباينت الآراء حول إمكانية قيام مثل تلك العمليات فى مصر، وهل يمكن أن يمثل تلك الجراحات أمل جديد لمرضى القلب بالعالم؟
أوضح الدكتور عادل الإتربى أستاذ أمراض القلب ورئيس قسم القلب بكلية الطب جامعة عين شمس، أن عمليات زراعة القلب هى من أحدث جراحات القلب على الصعيد العالمى، ومازالت تقام فى نطاق محدود نظرا لارتفاع التكاليف الخاصة بها.
وأشار إلى أن قلب الإنسان عبارة عن مضخة، حيث يقوم القلب باستقبال الدم غير المؤكسد من كل خلايا الجسم، ويقوم بضخه مرة أخرى فى صورة دم مؤكسد تستفيد به خلايا الجسم، وعندما يحدث هبوط فى عضلة القلب تقل قدرة المضخة فى ضخ الدم المؤكسد للجسم، وخاصة إلى المخ، ومن خلال تلك العلمية يقوم الجراح بوضع جهاز يعمل بعملية ضخ الدم ليريح عضلة القلب بعد إجهادها من العمل لسنوات طويلة.
وبين دكتور عادل أن مرضى ضعف عضلة القلب هم أكثر الفئات احتياجا لتلك العمليات، خاصة وأن العملية تحسن من حالة عضلة القلب نظرا لراحتها لفترات طويلة.
وأشار إلى أنه يمكن الحكم على نجاح العملية بعد مرور شهر من العملية، لتخطى كل المضاعفات التى قد تطرأ على المريض، وليتمكن الجسم من استعادة وظائفه بصورة طبيعية.
وقال دكتور عادل، إن هناك أنواعا للمضخات التى توضع بجسم الإنسان , فهناك النوع المؤقت والتى تظل بجسم الإنسان لفترة ثم يتم إخراجها بعد العلاج، إما الجديد هو المضخة الدائمة والتى تظل طوال الوقت بداخل جسم الإنسان، ويتم شحنها من خارج الجسم لتستمر بقوتها أطول فترة.
وأكد دكتور عادل أن مثل تلك العمليات تحسن من وضعية عضلة القلب، مما يجعلها تعمل بكفاءة أكبر فى حالة إزالة المضخة الصناعية، ولكن على الجانب الآخر فهى مكلفة جدا فقد تصل تكلفتها من 600 ألف إلى مليون جنيه، لذا يصعب تطبيقها على نطاق واسع، فضلا عن أن الإمكانيات والمعدات الخاصة بالعملية مرتفعة التكلفة، ويصعب استيرادها من الخارج.
يذكر أن الفريق المتابع لحالة المريض الفرنسى، أكد أن القلب الجديد يلبى احتياجات الجسم ويعمل بصورة طبيعية دون أى ضبط خارجى من الإنسان كما كان يحدث مسبقا، ومن المقرر أن يستمر الجراحون الفرنسيون بزراعة قلوب لثلاثة مرضى آخرين بفرنسا.