أجرى أحد الباحثين في جامعة ستانفورد الأميركية، روسيل بولدراك، تجربة مثيرة جداً على دماغه للتعرّف إلى الفوائد الصحية للقهوة، واختار المخ بالذات لأنّ غالبية عشّاق هذا المشروب تستهلكه لتعزيز تركيزها ومزاجها العام ووظائف أخرى متعلقة بالدماغ.
وفي التفاصيل، التقط بولدراك آلاف الصور لدماغه على مدار عام ونصف باستخدام أشعة الرنين المغناطيسي، حيث كان يصوّر مخّه بمعدل مرتين في الأسبوع لعشر دقائق وكان يلتقط صورة كلّ ثانية، ليصبح إجمالي الصور التي يلتقطها خلال الجلسة الواحدة 600 صورة، أيْ إنّ إجمالي الصور بلغ 78 ألف صورة ليصبح دماغه الأكثر خضوعاً للبحث والتجارب على مستوى العالم. كما خضع لتحليل دم مرّة أسبوعياً، وكشفت النتائج أنّ شرب القهوة يساهم في تعزيز اتصال الخلايا العصبية للدماغ ببعضها البعض، وبالتالي تعزيز التفكير وتسريع إنتقال المعلومات وتحسين وظائف الإدراك.
كذلك كشفت الفحوص أنّ شرب القهوة ساهم في تعزيز استقرار دماغ العالم الأميركي، وثبات وظائفه الإدراكية وتحسين القدرات العقلية، وكانت النتيجة الغريبة الوحيدة هي تدهور الوظائف والعمليات الحيوية المتعلّقة بالإبصار واللمس حال انخفاض مستويات الكافيين في الدم.
كما أظهرت النتائج أنّ مستوى الالتهابات في الجسم وحال الجهاز المناعي لهما تأثير ملحوظ في الدماغ، ويساهمان في الحدّ من نشاطه.
وأشار بولدراك أخيراً إلى أنّ هذه الفحوص أظهرت أنه يملك دماغاً فريداً من نوعه وأكثر ذكاءً مما كان يُعتقد.