قد يجد البعض إجراء فحص قبل الزواج ليس بالضرورة، حيث إنه يرى الشريك الآخر فى أحسن صورة، ولا يعرف إذا كان مصابا بأى مرض من الأمراض المعدية أم لا، وهل لديه تاريخ مرضى فى العائلة بالنسبة للأمراض الوراثية، والتى ستؤرقه طوال حياته من عدمه.
يقول الدكتور أحمد محمود سالم، أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية وعلاج تأخر الإنجاب والرعاية الصحة الجنسية والذكورة بجامعة القاهرة، قائلا، إنه يمكن حصر فوائد فحص واختبارات ما قبل الزواج فى منع انتقال العدوى من طرف لآخر، فى حالة وجود مرض وبائى غير ظاهر عند الطرفين، مثل الالتهاب الكبدى الوبائى والإيدز، ومنع انتقال الأمراض الوراثية غير الظاهرة، مثل أنيميا البحر المتوسط والأمراض العقلية وضمور العضلات والاكتشاف المبكر، وعلاج الأمراض التى تؤدى إلى العقم والاكتشاف المبكر، وعلاج الأمراض التى تؤدى إلى الضعف الجنسى ومنع الحرج والخلافات والانفصال المترتب على الاكتشاف المتأخر لهذه الأمراض، بالإضافة إلى إعطاء معلومات طبية صحيحة عن العلاقة الزوجية بواسطة استشارى متخصص وتصحيح المفاهيم الخاطئة.
وأوضح "سالم"، أن فحوصات ما قبل الزواج تشتمل على 5 أنواع فحص للدم والجينات الوراثية لإظهار مرض أو قابلية مرض من الأمراض التى يمكن أن تنتقل وراثياً، خصوصاً فى حالات زواج الأقارب، حيث إن احتمالية ولادة طفل مصاب بمرض وراثى ترتفع بصورة كبيرة فى مثل هذه الحالات وفحوص القدرة الإنجابية، وتشمل السائل المنوى والهرمونات للزوج والتبويض والهرمونات للزوجة، كما يمكن إضافة بعض الفحوصات الخاصة بالزوجة، التى تؤكد عدم التعرض لبعض الأمراض الميكروبية التى قد تضر بصحة الجنين، خاصة فحص الحصبة الألمانية وفحص التوكسوبلازما، وكلاهما يسببان تشوهات خلقية فى مراحله المبكرة ويسببان إجهاضا فى معظم الأحيان، وهناك فحوص القدرة الجنسية للزوج فى حالة وجود أعراض لضعف القدرة الجنسية، وأيضا هناك فحوص الصحة العامة، وهذا الفحص اختيارى فى حالة وجود مشكلة.
وبعد إتمام الفحوص اللازمة يمكن للزوجين مناظرة استشارى متخصص فى الصحة الجنسية والإنجابية، لتحديد وجود مشكلة من عدمه، ومن ثم تحديد خطة العلاج.
وأضاف "سالم"، أنه زاد اهتمام بعض الدول الحريصة على الأبناء وعلى الأجيال القادمة بهذه الفحوص، وقامت بسن القوانين التى تلزم القادمين على الزواج بعمل هذه الفحوصات لكلا الطرفين، ولا يكتب عقد الزواج إلا بتقديم شهادة معتمدة بهذه الفحوصات، تؤكد خلو الطرفين من بعض الأمراض التى تورث إلى الأبناء وموانع الزواج، فالوقاية خير من العلاج، وأن إجراء مثل هذه الفحوص تجنب الزوجين الأمراض طوال العمر.