الارشيف / صحة و رشاقة

الأقدام المسطحة في الصغر تسبب مشكلة في الكبر

تعدّ الأقدام المسطّحة، أو “فلات فيت” Flat Feet كما تعرف، إحدى أكثر تشوهات القدم شيوعاً. وتسمى هذه الحالة أيضاً بالقدم الرحّاء، حيث تكون قوس القدم أصغر من المعتاد أو قد ينعدم وجودها تماماً في بعض الحالات ليصبح شكل القدم عند وضعها على الأرض مسطح تماماً.

 

وتعليقاً على هذه الحالة، يقول الدكتور مايكل فوهرر، أخصائي جراحة العظام التقويمية في مستشفى برجيل للجراحة المتطورة: “ترتبط الأقدام المسطحة بما يعرف بـ “كبّ القدمين”، وهو مصطلح يستخدم لوصف إحدى الوضعيات التي تكون فيها القدم مثنيّة باتجاه الأعلى ومتجهة بعيداً عن الجسم، في حين يكون كعب القدم في الوقت ذاته ملتفّاً نحو الخارج. ويمكن أن تؤدي زيادة مستوى كبّ القدم بعد فترة من الزمن إلى حدوث مشاكل صحية عديدة تشمل آلام الكعب وظهور تورّم وبروز عظمي عند قاعدة إبهام القدم.”

 

الأقدام المسطحة الخلقية

 

وبحسب الدكتور فوهرر، فإن هناك أسباب عديدة وأنواعاً مختلفة لحالات الأقدام المسطحة. ويسمى النوع الأول بالأقدام المسطحة الخلقية، حيث يولد بعض الأطفال وهم مصابون بهذه الحالة. ويمكن أن يكون للقدم قوس في هذه الحالة، ولكنها تتسطح عند وضعها على الأرض لأسباب تتعلق بمدى مرونة العضلات. وقد تكون بعض حالات الأقدام المسطحة وراثية تنتقل عبر الجينات من الوالدين إلى الأبناء.

 

ويضيف الدكتور فوهرر: “تختفي هذه الحالة لدى معظم الأطفال عندما يكبرون قليلاً. وتساعد ممارسة بعض الأنشطة التي تحتاج إلى القوة في القدمين خلال مرحلة الطفولة المبكرة على تعزيز نمو العضلات والأوتار والأربطة والعظام في القدم والكاحل. ولكن قد لا تتشكل قوس القدم في بعض الأحيان، وبالتالي تظل القدم مسطحة خلال مرحلة البلوغ أيضاً. ومع ذلك، فإنه من غير المحتمل أن تسبب القدم المسطحة أية مشكلات صحية أو صعوبات للطفل في المستقبل ما لم تكن الحالة شديدة أو مصحوبة بوجود بعض الأمراض الأخرى.”

 

 

 

وتر العرقوب المشدود

 

هناك أنواع غير خلقية من حالات الأقدام المسطحة تحدث خلال مراحل الحياة المختلفة، وذلك نتيجة لعوامل وأسباب متنوعة تشمل نوع الأحذية التي ينتعلها الأطفال أو الكبار، أو طريقة الجلوس أو النوم، بالإضافة إلى طريقة استجابة القدم للخلل الناجم عن الإصابات وتعويضها له، وخاصة في حالات الإصابة بوتر العرقوب المشدود. ويمكن أن يؤدي الضغط المتكرر على أحد الأوتار والناجم عن الثقل إلى تسطّح قوس القدم. كما تسبب السمنة أيضاً زيادة الضغط على الساقين، وبالتالي الإصابة بحالات الأقدام المسطحة.

 

 

 

التشخيص والعلاج

 

يُنصح دائماً باستشارة المتخصصين في المجال الطبي لتشخيص وتحديد نوع القدم المسطحة التي يعاني منها الطفل أو الشخص البالغ.

 

ويشدد الدكتور فوهرر على أنّ رفع مستوى الوعي حول حالات الأقدام المسطحة وعلاجها في الوقت المناسب، وخاصة الحالات الشديدة منها، يمكن أن يساهم في جعل حياة الأطفال والبالغين الذين يعانون من هذه الحالات أكثر يسراً وسهولة. كما يلفت إلى أنّ الحالات الخفيفة من القدم المسطحة لدى الأطفال لا تتطلب العلاج.

 

وينبغي على الأطفال الصغار أن يمشوا حفاة القدمين (بقدر ما في وسعهم) لتعزيز القدرة الحسّية في القدمين وتقويتهما. في حين ينصح الأطفال الأكبر سناً والبالغين بارتداء الأحذية التي توفر الدعم المناسب لقوس القدم، بحيث يكون الجزء الخلفي من الحذاء قويّاً ونعله مرناً لدعم الأوتار وتخفيف الضغط على القدمين. وهذه الأنواع من الأحذية متوفرة ويمكن الحصول عليها بسهولة.

 

هذا وثمة تدابير وإجراءات أخرى يمكن اتخاذها لعلاج المرضى الذين يعانون من الحالات الشديدة من القدم المسطحة، ويشمل ذلك تقويم العظام والتدخل الجراحي لتصحيح المشكلة.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى