يوضح الدكتور مدحت أبو زيد أستاذ علم النفس بجامعة الإسكندرية ما يجب أن يتحلى به المعالج النفسى ليصبح ناجحا فى عمله، قائلا لابد أن يتحلى المعالج النفسى بأذن ثالثة تسمع ما لا يقوله المرضى، وهذا هو الفرق بين المعالج النفسى وأى فرد آخر، وذلك مثل سماع الاستجابات الحركية وتفاعل لغة البدن وهما من المظاهر المهمة للتفاعل غير اللفظى وهما يحتويان على عديد من المتغيرات مثل نظرات العين، وحركة العين واتصال العين وحركة الحاجبين وحركة الرأس، وحركة الأنف وحركة الفم، وحركة الشفاه دون حديث وحركة الجذع وحركة الأطراف وحركة الكتفين، وطريقة الجلوس واتجاه الجسم والاتصال الفيزيقى، والجاذبية الفيزيقية "جمالية ـ جنسية"، والاقتراب المكانى، والحركات الإيحائية والحركات الإنذارية والتحذيرية وظهور اللزمات العصبية الحركية.
لافتا إلى تعبيرات الوجه مثل التعجب، الامتعاض، السخرية، والشرود والحملقة والتخاطب الإشارى والصمت المتعمد والصمت الفجائى، والحوارات الداخلية والاستجابات الكامنة، والتوتر العصبى، وسماع الوجدان الموجب مقابل السالب.
وقال أبو زيد، يشتمل الوجدان الموجب على متغيرات مثل الضحك والهدوء والابتسام والمرح والسرور والغبطة والبهجة والانشراح، مشيراً إلى أن الوجدان السالب يحتوى على متغيرات مثل القلق، التوتر، الغضب، الغيرة، الغيظ، الكدر، الاستثارة، الكآبة، الغم، الخجل، الخوف، الضجر، التبرم، الضيق، التذمر، التهيج، الثورة، الاحتراق الداخلى، الخزى، الكراهية، العدائية، الحساسية المفرطة، بلادة الحس، تغيرات المزاج، عدم الشعور بالرضا، السخط، عدم الاستقرار.
وأوضح أبو زيد أنه يتعين على المعالج النفسى أن يدرك ويعى أن الجلسة العلاجية الجماعية ليست مجرد تفاعل لفظى بين أفراد الجماعة أو مجرد حوار لفظى قائم بينهم، بل أن التفاعل غير اللفظى يكون أشد تعقيداً عن نظيره اللفظى، ويحتاج إلى أذن بصيرة مدربة من قبل المعالج حتى يدرك الرسائل الوجدانية والصامتة والحركية والإشارية المنبعثة من كل فرد فى سياق مكثف، وشائك، وعلى المعالج أيضاً أن يدرك أن التفاعل غير اللفظى يعبر عن المرض النفسى الكامنة والظاهرة فى ذوات الأفراد وذات الجماعة ككل.
وأكد د. أبو زيد أن الابتسامة تعليق وأن الصمت تفاعل وإن الحديث مع النظر إلى لحذاء له مغزى فالإجابة ليست فى الحذاء وإن حركة الشفاه حوار حتى وإن لم تنطق بكلمة، وإن نظرة العين هى رأى وحركة الرأس هى وجهة نظر وأن تململ الجسم على المقعد بمثابة صراع فكرى، أو قد يكون وجدانى وإغماض العين هو حوار داخلى، فالفرد يغمض عينيه ليسترق السمع لنفسه.