أعلنت وزارة الصحة فى بنما أمس الاثنين، أنه سيتم نشر الآلاف من البعوض المعدل وراثيا فى البلاد فى محاولة لوقف انتشار فيروس حمى الضنك.
وحمى الضنك المعروفة أيضا بالحمى النزفية، واحدة من أسرع الأمراض المدارية نموا فى العالم، وصنفتها منظمة الصحة العالمية بأنها تمثل "تهديدا وبائيا"، حيث إن ما يقرب من نصف سكان العالم عرضة لخطر الإصابة بها.
وفى الوقت الذى انتشر فيه الفيروس فى الآونة الأخيرة، ليصل إلى أماكن بعيدة مثل روسيا والبرتغال والولايات المتحدة، إلا أن المناطق شبه الاستوائية مثل بنما تعد عرضة بشكل خاص لمثل هذه الأوبئة، بسبب المناخ الذى يشجع على تكاثر البعوض. وتعتبر بعوضة "إيديس أجيبتى" أو بعوضة الحمى الصفراء هى الناقل الرئيسى لفيروس حمى الضنك .
وتحمل البعوضة المهندسة وراثيا، والتى تم الموافقة على نشرها جينات توقف دورة نمو بعوضة الحمى الصفراء من خلال تعطيل القدرة الإنجابية لذكور البعوض .
ويأمل مسسئولو الصحة فى بنما أنهم بنشر ما يكفى من ذكور البعوض المعدل وراثيا الذى لا تبقى ذريته على قيد الحياة، فإن أسراب البعوض ككل ستنخفض بشكل سريع.
وسيتم نشر البعوض فى ثلاث مجتمعات محلية فى منطقة أرايجان الواقعة على بعد 18 كيلومترا غرب مدينة بنما .
وقال مسئولو الصحة فى المنطقة إن البعوض المعدل وراثيا لا يشكل خطرا على صحة الإنسان، ويرجع ذلك إلى حقيقة كون الذكور تتغذى على رحيق النباتات بدلا من الدم البشرى.
وقال مدير معهد الصحة المسئول عن العملية نيستور سوسا إن البعوض المعدل وراثيا يعد أقل خطرا على صحة الإنسان من حملات تطهير الحشرات بالدخان الواسعة النطاق التى عادة ما تتم للسيطرة على بعوض الحمى الصفراء .
وقال سوسا: "يسبب الجين المميت فى البعوض الوفاة بين البيض الذى يتعرض لعملية تفريخ فى الماء، ومن ثم فإن البعوض لا يتم نشره فى البيئة" .
وقد تم بالفعل تطبيق تقنيات مشابهة فى المكسيك وجزر الكنارى وماليزيا فى محاولة لمحاربة الأمراض التى تنقلها الحشرات.