لا ينفك الناس، رجالاً ونساءً، يجترحون حلولاً ووصفات وأنظمة غذائية، بهدف إزالة زوائداً غير مرغوب فيها في الجسم وكيلوغرامات إضافية.
ووسط التضحيات والمعاناة التي يعرفها حقّ المعرفة كلّ من حاول أو ما زال يحاول خسارة الوزن، أحدثت دراسة حديثة خرقاً في جدار الحميات الغذائية الرائج اعتمادها، خرقاً حتماً سيلقى إستحسان من حرم نفسه من أطايب لطالما اشتهاها.
مؤخراً، نشر موقع صحيفة "إندبندنت" البريطانية دراسة تؤكد على أهمية الشوكولا في عملية المحافظة على الرشاقة والصحة في آن، فضلاً عن منتوجات أخرى كالجبنة والقهوة والنبيذ.
ترتكز الدراسة المذكورة على حقيقة علمية تجاهلها من انشغل في صوغ معادلات غذائية، ألا وهي تركيبة الأمعاء البشرية!
تشير الدراسة التي أعدّتها الكلية الملكية في لندن، إلى أنّ الفشل في خسارة الوزن هو نتيجة تجاهلنا لعامل أساسي: الجراثيم—الحميدة طبعاً—الموجودة في الأمعاء.
فضلاً عن ذلك، ليس تقليص عدد السعرات الحرارية من النظام الغذائي دقيقاً وفاعلاً في خسارة الوزن، ذلك أنّ عمل السعرات داخل الجسم يختلف من شخص إلى آخر. بمعنى آخر، إذا عمد شخصان إلى استهلاك 1500 سعرة خلال النهار، لن تكون ردّة فعل الجسمين هي نفسها في ما يتعلّق بحرق الوحدات الحرارية أو تخزين الدهون أو عدمه.
* فما علاقة ذلك بالشوكولا؟
بادئ ذي بدء، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ اللجوء إلى إلغاء نوع من الأطعمة من نظامنا الغذائي، يلعب دوراً عكسياً حيث يؤدي هذا الإجراء إلى زيادة الوزن بدلاً من خفضه، فضلاً عن الضرر الذي يلحقه بالصحة، سيّما أنّه يقلّص من تنوّع جراثيم الأمعاء الحميدة.
تشدّد الدراسة إذاً على أهمية استهلاك الأطعمة التي تؤدي إلى عكس ذلك تماماً، فتزيد هذه الجراثيم عدداً وتنوعاً.
وما من شيء أكثر إفادة لذلك من الشوكولا. أمّا السبب في ذلك، فهو أنّ الكاكاو يحوي الـ"بوليفينول"، وهو مضاد الأكسدة الرئيسي لإنتاج جراثيم الأمعاء الحميدة وتكاثرها.
لا بدّ من الإشارة هنا إلى أنّ أهمية الشوكولا تكمن في فوائد نبتة الكاكاو، التي تعتبر الطعام الأغنى بالـ"بوليفينول"، وليس في خليط الحليب والسكر الذي تحويه ألواح الشوكولا التجارية.
كما تساهم الجبنة غير المبسترة والنبيذ في زيادة هذه الجراثيم.
بالطبع، لا يعني ذلك تناول وجبة كاملة من الشوكولا والجبنة فاحتساء النبيذ يومياً، بل يجب التنبّه إلى ضرورة اتّباع حمية متنوّعة وكميات طعام معقولة.