مع التطور العلمى الذى تشهده الجراحات المختلفة، ظهر نوع من الجراحات، يعد تطورا كبيرا فى هذا المجال، وهى العمليات الجراحية التى تجرى للأجنة فى فترة الحمل، وتنتشر تلك الجراحات فى الدول المتقدمة، ومؤخرا أجريت فى مصر بعض العمليات البسيطة للغاية، وفى نطاق محدود، وعن أهم تلك الجراحات يحدثنا الدكتور عطية أبو النجا، استشارى أمراض النساء والولادة قائلا: بداية إجراء تلك الجراحات يتطلب تقنية عالية جدا، كما أن الأدوات، وخاصة المناظير المستخدمة بها، باهظة الثمن، ولا يمكن أن تتوافر بأى مستشفى، وأغلبها، وخاصة المعقد منها، لا يجرى فى مصر.

وإجراء هذا النوع من الجراحات يتطلب أن يكون الهدف الأساسى منها الحفاظ على حياه الجنين أو الأم، وهذه الحالة لا يمكن تأجيلها لما بعد الولادة، وذلك لأن خطورة تلك العمليات مرتفعة جدا، وبالتالى لا تجرى إلا إذا كانت خطورة استمرار الوضع أكبر من خطورة علاجه.

ومن أهم الخطوات التى يجب أن تتخذ قبل إجراء الجراحة هو التشخيص السليم للحالة، والذى يتطلب وعيا كبيرا من الطبيب لملاحظة التغيرات التى تطرأ على الأم والجنين، وتشير إلى وجود مشكلة ما.

ومعظم تلك الحالات تتطلب استخدام نوع متطور من أجهزة أشعة السونار للكشف عن تلك المشاكل، والوقوف على التشخيص السليم والدقيق للحالة، ومن أشهر الحالات التى تتطلب تدخلا جراحيا للجنين قبل الولادة هى:

انسداد فتحة الشرج:
وتلك الحالة يتم الكشف عنها عندما يلاحظ فى الأشعة تمدد أمعاء الجنين بصورة كبيرة، مما يشكل خطرا على الرئة والقلب، كما أنه يمكن أن يؤدى إلى حدوث شلل فى عمل القولون وعملية الهضم.

وتلك الحالة تتطلب التدخل الجراحى السريع لإنقاذ الجنين، ويتم إجراء تلك الجراحة بواسطة المنظار الرحمى الذى يتم تزويده بكاميرا للكشف عن نوع الدمور الموجود بفتحة الشرج، والتى يمكن أن تكون مجرد انسداد فقط مع وجود العضلات المحيطة به، وهو ما يتم علاجه بنوع معين من المناظير لفتح الشرج وكى الأنسجة المحيطة به حتى لا تنسد مرة أخرى. أما فى حالة عدم وجود عضلات حول مكان فتحة الشرج، فيتم تركيب دعامة لتقوية تلك المنطقة.

- انسداد القصبة الهوائية:
ويتم الكشف عن تلك الحالة من خلال ملاحظة ارتفاع فى أنزيمات معينة بالسائل الأمينوسى المحيط بالجنين، ويرتبط ارتفاع تلك الأنزيمات بانسداد القصبة الهوائية والبلعوم، وغالبا ما يبدأ ظهور تلك المشكلة فى الشهر الخامس، ويتم ملاحظة حركة البلع بأشعة السونار، وتعالج تلك الحالة بالاستعانة بمنظار دقيق للغاية، يتم إدخاله فى القصبة الهوائية للجنين ونفخها بما يشبه البالون.

- العيوب الخلقية بالقلب:
ومن أهم تلك العيوب أن يكون هناك ضيق شديد بأحد صمامات قلب الجنين، وهو ما يشخص عندما يظهر بالسونار تضخما فى البطين أو الأذين فى عضلة قلب الجنين، ولزيادة دقة تشخيص تلك الحالة يتم إجراء أشعة بالصبغة التى تحقن فى الحبل السرى لتوضح الانسداد والتضخم الناتج عنه بصورة أكثر وضوحا ودقة، وبمجرد التأكد من التشخيص وتحديده يتم التدخل بالمنظار لوضع دعامة فى الصمام أو الشريان المغلق، وتلك العمليات تعتبر من النوع الذى يرتفع فيه معامل الخطر بصورة كبيرة، ولا تتم إلا فى حالة إنقاذ الجنين من الموت.