يُعد التصلب المتعدد من الأمراض الالتهابية والمناعية المزمنة والخطيرة، وأحد أكثرها شيوعاً، وهو يصيب الجهاز المناعى للجسم، ويجعله يُهاجم نفسه، ويضر بشكل خاص الجهاز العصبى المركزى للإنسان، ويتسبب فى حدوث خلل فى الاتصال بين المخ وأجزاء الجسم المختلفة.
ويعانى مرضى التصلب المتعدد غالبا ً من ضعف فى العضلات وخلل فى التوازن والوظائف الحركية للجسم، وتظهر الأعراض الأولية للمرض بين الأشخاص فى الفئة العمرية ما بين 20-40 عاماً، وهو يُهاجم النساء بشكل أكثر شيوعا ً بمعدل ثلاثة أضعاف.
وكشفت دراسة طبية حديثة نشرت مؤخراً بصحيفة "الديلى ميل"، وأشرف عليها باحثون من كلية الطب بجامعة شرق أنجيليا البريطانية عن معلومات جديدة ومثيرة تهم كل مرضى التصلب المتعدد، والذين يقدر عددهم بنحو 2 مليون ونصف المليون شخص حول العالم، وتساهم فى سيطرتهم على المرض والحد من أعراضه.
وأشار الباحثون أن ممارسة دفعات قصيرة ومتكررة من التمارين الرياضية المتوسطة وخاصة ركوب الدراجات أو المشى يساهم فى تجديد وتعزيز مستويات الطاقة والنشاط لدى مرضى التصلب المتعدد، وذلك حسبما أكدت النتائج التى شملت 60 شخصاً، واستمرت على مدار 12 أسبوعاً.
وأكد المرضى أنهم شعروا بتحسن كبير خلال نمط حياتهم اليومى وقل شعورهم بالتعب والإعياء بعد المشاركة فى دفعات قصيرة ومتكررة من الأنشطة البدنية متوسطة الشدة، والتى استغرق كل منها ثلاثة دقائق فقط، وتكررت خمس مرات، وكانت الفترة الزمنية للراحة بين كل تمرين قصير دقيقتين فقط، ومع مرور الوقت، شجع الباحثون المرضى لتمديد الفترات التى يقضون خلالها التدريبات.
وأضاف الباحثون أن التمارين الرياضية ساهمت أيضاً فى تعزيز الجانب العاطفى والشعورى لدى المرضى، وتحسين قدرتهم على التفاعل والتواصل اجتماعياً مع المجتمع وتحسنت جودة حياتهم بشكل عام، لافتين إلى أن الرياضة تعتبر أقل تكلفة مادية من الأدوية والعلاجات المستخدمة.
جاءت هذه النتائج بالمجلة العلمية "Multiple Sclerosis"، وكما نشرت على الموقع الإلكترونى لصحيفة "ديلى ميل" البريطانية فى الخامس عشر من شهر يناير الجارى.