يصاب الإنسان بـ"الحمرا" (erysipelas) من خلال كل الجروح والخدوش المختلفة بالجسم، والتى تترك بدون علاج أو تطهير فى الحال، كإصابات الأذن الخارجية عن طريق تنظيفها بالأيدى أو "عيدان الكبريت"، أو أثناء ارتداء القرط (الحلق)، أو من خلال التسلخات التى تظهر بين أصابع الأيدى أو الأرجل، وتكون هذه الحيل منفذًا لنمو "الحمرا" وظهور أعراضها على المريض.
ويؤكد دكتور نصر عبد الوهاب، استشارى الأمراض الجلدية والتناسلية، أن مرضى السكر وكبار السن الأكثر عرضة للإصابة بالحمرا، وذلك لضيق الأوعية الدموية عندهم، وصعوبة وصول الدم لأطرافهم, مما يقلل من وجود "المناعة" المطلوبة لمقاومة الميكروب المسبب للحمرا، ويسهل نموه وتمكنه من الخلايا الجلدية للمريض.
ليس بالضرورى أن يكون الجرح المسبب للحمرا كبيرا، لكنها قد تنمو فى الجروح البسيطة جدًا، ويؤكد دكتور نصر أن أى جرح فى جسم الإنسان يترك بدون تنظيف أو تطهير قد يسبب مرض "الحمرا" للجلد، ويشير إلى أنه من السهل جدًا تشخيص هذا المرض، حيث تبدو أعراضه ظاهرة وواضحة على المريض؛ لكن من الصعب علاجه، لأن الميكروب المسبب للحمرا "shreplaccoci" شرس، ويملك قوة اختراقية للجلد غير السليم.
وتظهر "الحمرا" فى أى مكان من جسم الإنسان، لكن أكثر المناطق شيوعًا لظهور المرض يكون عادة فى الأرجل والوجه، وتتضاعف عند المريض، وتصل للأوعية الليمفاوية للقدم، وتؤدى إلى التهابها وانسدادها مما يسبب "قدم الفيل".
ويشير د. نصر إلى أن الوقاية من مرض الحمرا سهلة، لأنها تكمن فى تطهير وتنظيف أى جرح أو خدش يظهر فى جسم الإنسان بشكل سريع، وعلاج أى إصابات للجلد، بحيث يتم منع نمو الميكروب المسبب للحمرا، وقد يتطلب عمل تحليل دم للمريض للتأكد من سلامة خلاياه المناعية "كرات الدم البيضاء" قبل بدء برنامج العلاج، فإذا كانت كرات الدم البيضاء فى المتناسب الطبيعى يكون العلاج سهلاً، أما إذا كانت قليلة أو غير طبيعة نبدأ فى تحسينها.
ويضيف دكتور نصر أن التخلص من "الحمرا" يكون باسخدام "البنسلين" أو "إرثرومايسن"، وإذا كان المريض يعانى من ضعف جهازه المناعى، تستخدم بعض الأدوية التى تعمل على تحسينه؛ ليساعد فى القضاء على الميكروب المسبب للمرض.