أثبتت الإحصائيات والدراسات، أن من بين كل 200 طفل يولد طفل يوجد لديه عيب خلقى وتشوه بالقلب، وذلك يتسبب فى إصابة الطفل بزرقان فى الجسم، مما يسمى "الطفل الأزرق".
يقول الدكتور أشرف رياض، استشارى أمراض القلب والباطنة، إن تكوين القلب فى الجنين يتم فى نهاية الشهر الثانى فى الحمل، لذا من أهم العوامل المعروفة التى تصيب الجنين بهذه التشوهات الخلقية تحدث فى أول شهرين من الحمل، وتعد إصابة الأم بالحصبة الألمانية أو أحد الأمراض الفيروسية من أهم الأسباب المؤدية إلى مرض الطفل الأزرق.
ويضيف "رياض"، أن من الأسباب التى تتسبب فى الإصابة بالطفل الأزرق تناول بعض العقاقير الطبية التى منعت منذ سنوات، وكانت تعطى لتهدئة القىء عند الحامل فى بداية الحمل، وذلك يعد السبب الثانى فى تشوه الطفل، خاصة إذا تعرضت الأم للأشعة السينية، فهذا يزيد من احتمالية ولادة الطفل بتشوهات بالقلب.
لذا ينصح الأمهات فى سن الحمل اللاتى أصبن بالحصبة الألمانية يؤجلن الحمل لفترة حتى يكتسبن مناعة ضد هذا المرض، لافتا إلى أن معظم التشوهات الخلقية فى القلب لا يصاحبها تغيير فى لون الطفل لكن البعض الآخر يسبب زرقان فى الطفل وذلك لعدم وجود دم مؤكسد كافٍ فى الرئتين لهذا الطفل نظرا لقلة الأكسجين.
وتابع استشارى أمراض القلب أن من أشهر التشوهات مرض رباعى فالوت الذى يتميز بوجود 4 عناصر، أولها ضيق الصمام الرئوى وثقب فى حاجز البطين وتضخم البطين الأيمن وخروج الشريان الأورطى من البطين الأيمن والأيسر.
يوضح الطبيب أن للوقاية من عدم حدوث تشوهات للقلب التى تحدث فى الأطفال عدم تعرض الأم للإصابة بالحصبة الألمانية ويمكن للأم التى لم تصب بالحصبة فى طفولتها بهذا المرض تأخذ مصلا وقائيا ضد المرض قبل الحمل، عدم تعرض الأم الحامل للفحص بالأشعة السينية عدم تناول أى عقاقير إلا بعد استشارة الطبيب المختص.
يوصى أشرف رياض أن عند ظهور زرقان فى لون الطفل غير معتاد يجب أن يعرض فورا على طبيب القلب الذى بدوره أن يشخص الحالة بالفحص الطبى والموجات فوق الصوتية، مشيرا أن فى بعض الحالات المعقدة قد يتطلب الأمر خلال الأيام الأولى للولادة عمليات تصليحية وتأتى العمليات الجراحية بعد العام الخامس من العمر.
ويستكمل أن الجراحة تكون أسهل ولا تؤثر على صحة ونمو الطفل، موضحا أن ليس كل الحالات الخلقية تستلزم الجراحة وقد يكون الثقب بين البطين مثلا صغيرا ولا يؤثر على صحة أو نمو الطفل ويستطيع العيش به دون اللجوء لتدخل جراحى.