أكد الدكتور مدحت عبد الحميد أبو زيد، أستاذ ورئيس قسم علم النفس بجامعة الإسكندرية، أن الذكور يعبرون عن غضبهم مباشرة، أما الإناث فعكس ذلك، حيث أثبتت الدراسات أن النساء بشكل عام لديهن صعوبة فى التعبير عن غضبهن، مما يتسبب فى المزيد من القمع، وتلك الفروق الجنسية تعزى إلى العوامل المرتبطة بالدور الأنثوى، والذى يشير إلى أنه من المفضل ألا تُظهر الأنثى التعبير عن غضبها, وغالبًا ما يٌنظر إلى الغضب بوصفه انفعالا ذكريا، حيث يمل الإناث إلى الشعور بحرية أقل عند التعبير عن إحباطاتهن بشكل مباشر مقارنة بالذكور, حيث أثبتت الكثير من البحوث أن الإناث أكثر عرضة لقمع غضبهن أو التعبير عنه فى صورة أعراض جسمية.
وأضاف "أبو زيد"، لقد دعمت الدراسات وجود فروق جوهرية فى الغضب بين الجنسين، حيث إن الإناث أكثر قدرة على إخفاء غضبهن, وأكثر قابلية للبكاء, وأقل احتمالاً لأن يتصفن بالعدوان الجسدى مقارنة بالذكور، واقترح البعض أن هذه الاختلافات المتضمنة مدى الغضب وقوته إنما ترجع إلى خوف الإناث من الازدراء الاجتماعى، فى حين رفضت بعض الدراسات ذلك الرأى مدعمًا وجود ضرورة بيولوجية لتلك الفروق، وقد يتساوى الذكور والإناث فى شدة وتكرار انفعال الغضب لأسباب متشابهة، ولكن الذكور أكثر قدرة على التعبير عن غضبهم من خلال الاستجابات العدوانية، بينما تستخدم الإناث مجموعة كبيرة من الأساليب للتأقلم مع غضبهن، خاصة من خلال السعى نحو التدعيم الاجتماعى, واستخدام استراتيجيات تعميم الغضب، ورغم ذلك تميل النساء إلى تقدير الضغط الانفعالى بطريقة أكثر حدة مقارنة بالرجال، باستثناء كبار السن منهم, كما أن الإناث تمر بفترة أطول من الرجال عند الشعور بالكدر.
وأوضح "أبو زيد" أن الذكور أكثر قابلية للتعبير عن غضبهم بطريقة علنية، فى حين تبدو الإناث أكثر احتمالاً لمشاعر الغضب، ويستجبن بطريقة عقلانية, وقد وجد أن الإناث يعبرن عن غضبهن فى إطار ست طرق، وهذه الطرق كما يلى: بشكل مباشر وإيجابى، وبصورة عدوانية، وبشكل غير مباشر من خلال استخدام استراتيجيات، وبصورة واعية وبناءة، وفضلاً عن ذلك أظهرت الإناث ارتباطًا بين السلوكيات الاندفاعية الموجهة نحو الداخل والغضب مقارنة بالسلوكيات الاندفاعية الموجهة نحو الخارج.
وأضاف "أبو زيد"، نستخلص أن الغضب، بوصفه انفعالاً شائع الحدوث بين الذكور والإناث، يختلف من حيث خبرة الغضب نفسها, وكيفية التعبير عن هذه الخبرة, وطرق ضبطها لدى كل منهما.