عادة لا توجد أى بكتيريا فى المسالك البولية عند الأطفال، وإذا حدث وصولها بكمية بسيطة يستطيع الجسم التغلب عليها بالتبول، ولكن إذا كانت الإصابة كثيفة أو فى أحوال خاصة قد لا تستطيع المثانة التخلص منها، وبالتالى تحدث التهابات المسالك البولية.
يقول الدكتور أحمد مدحت زكى، أستاذ جراحة طب الأطفال بجامعة عين شمس، إن البكتيريا شائعة على الجلد حول فتحة الشرج، وفتحة المهبل وتوجد بعض الأسباب التى قد تسهل على البكتيريا الدخول بالمسالك البولية، ومن هذه الأسباب وجود عيب خلقى فى الاتصال بين الحالب والمثانة، قد يؤدى إلى الارتجاع البولى من المثانة إلى الحالب، وبالتالى لا يوجد قدرة على التخلص من البكتيريا بالتبول بل قد تصل إلى الكلى.
وأضاف "زكى"، أن من الأسباب الأخرى العيوب الخلقية بالجهاز العصبى والرأس، مثل استسقاء الرأس وعيوب وإصابات الحبل الشوكى أو أمراض الجهاز العصبى، التى تجعل من الصعب إفراغ المثانة، والعيوب الخلقية بمجرى البول، فجميع هذه الأسباب تسبب التهابات المسالك البولية بالأطفال.
وأكد أستاذ جراحة الأطفال، أن نسبة التهابات المسالك البولية عند الأطفال أقل من 11 سنة، حوالى 3% للبنات وأقل من 1% للأولاد، موضحا أن النسبة تزيد فى البنات لسبب واحد وهو قصر مجرى البول عن الأولاد، مما يسهل وصول البكتريا إلى المثانة، لافتا إلى أن معظم التهابات المسالك البولية عند الأطفال تصيب المثانة، وإذا انتشرت الالتهابات إلى الكلى تكون الأعراض أكثر خطورة.
ويوضح الطبيب أن من أعراض التهابات المسالك البولية عند الأطفال لحمى وفقدان الشهية أو القىء، والأغلب أن تكون الأعراض التهابات بالمثانة مثل دم فى البول، تغيير لون البول، ووجود رائحة قوية للبول، الحاجة المتكررة أو الملحة للتبول، وجود حرقان مع التبول.
وأشار "زكى" إلى أنه لتشخيص التهاب المسالك البولية يتم تحليل للبول، وقد يكون من الصعب الحصول على عينة البول فى الأطفال مستخدمى الحفاضات، ولكن يوضع كيس لجمع البول حول مخرج البول لجمعه، وليست هذه هى أفضل طريقة، لأن العينة قد تلوث من البكتريا فى تلك المنطقة، وتوجد طرق أخرى أكثر دقة، ولكن تتم بواسطة الطبيب المتخصص، كما يمكن أن تشمل الاختبارات فحص الكلى بالموجات فوق الصوتية، وقد نحتاج إلى الأشعة السينية بالصبغة مع التبول (لا تجرى أثناء حدوث الالتهاب) لتشخيص الارتجاع من المثانة إلى الحالب يحتاج إلى اختبار ديناميكية المثانة فى وجود أمراض عصبية.
وأوضح أن علاج الالتهاب باستخدام المضادات الحيوية المناسبة للقضاء على الالتهاب وحماية الكلى، المضاد الحيوى قد يكون بالفم أو الوريد حسب الحالة، وينصح باستخدام جرعة منخفضة من المضاد لمدد طويلة للوقاية إذا تكرر الالتهاب تحتاج الحالة إلى متابعة بالفحوص المناسبة حتى يكتشف النسبة البسيطة التى قد تستفيد من العلاج الجراحى.
وفى حالة العلاج الجراحى يوجه إلى إصلاح العيوب الخلقية وتحتاج الحالات العصبية إلى علاج أكثر تعقيداً يوجه إلى تحسين تصريف المثانة، مع وجود حجم مناسب لتجميع البول، وهذه الحالات تحتاج لكثير من الاختبارات، وكذا العلاج بمركز طبى متخصص لأن المتابعة تستمر العمر كله.