كثيرة هى الدراسات والأبحاث العلمية التى أثبتت فوائد "الإبر الصينية" فى علاج بعض الأمراض المتعلقة بالنحافة والسمنة، غير إن هناك نجاحا جديدا سجل لها، حيث سجل مؤخرا فاعلية الوخز بالإبر الصينية للتخلص من الأعراض المرضية التى تصاب بها المرأة فى سن اليأس.
يقول الدكتور سمير نيروز، استشارى التغذية العلاجية بكلية طب عين شمس، إن سن اليأس ليس مرضا عضويا تصاب به المرأة وإنما مرحلة طبيعية تمر بها، وقد تواجه خلال تلك المرحلة أعراضا معينة، أبرزها الاضطراب فى النوم والسخونة والعرق، وسرعة ضربات القلب، وضعف فى الذاكرة، لكن تعتبر هشاشة العظام أحد أكثر الأمراض الشائعة لدى النساء، خاصة فى السنوات الخمس التالية لانقطاع الطمث، نتيجة حدوث تغير فى مستوى الهرمونات، خاصة هرمونى "الأستروجين والبروجستيرون" اللذين يلعبان دورا مهما فى بناء العظام، وهناك عوامل خارجية تساعد على حدوث هشاشة العظام فى تلك المرحلة، أهمها التدخين وكثرة تناول السكريات والأملاح والمشروبات الغازية.
وفى ضوء ذلك تساهم "وخزات الإبر الصينية" فى التخفيف من حده الأعراض السابقة، نتيجة قيام تلك الإبر بتوجيه مسار الطاقة الصحيح إلى أعضاء الجسم المختلفة، ومن ثم علاج الكثير من المشاكل وإزالة الآلام وتنظيم الدورة الدموية والهرمونات داخل الجسم، وذلك لأنها تبعث بطاقة تسير فى قنوات دقيقة تحت الجلد، ومع إدخال الإبر فى نقط معينة يتم توجيه الطاقة إلى مسارها الصحيح، وتعمل الإبر الصينية على إفراز مادة "السيراتونين" التى لها القدرة على التغلب على مشاكل سن اليأس مثل اضطرابات النوم والمزاج والآلام والتقلصات التى تعانى منها المرأة، إلى جانب أنها تساعد على إفراز مادة "الأندرورفين" التى تزيل الألم، وتعطى الإحساس بالحيوية والنشاط.
ولا يقتصر استخدام الإبر الصينية على علاج مشاكل سن اليأس فقط، بل إنها تساعد على حمل هادئ بعيدًا عن المتاعب إذا استخدمت بجانب ممارسة رياضة المشى والتغذية السليمة، وأيضا تساعد على انتظام الدورة الشهرية للفتيات الصغيرات.
ويضيف دكتور "نيروز" أن أول مرة دخلت "الإبر الصينية" مصر كانت بغرض التخدير وعلاج الأعصاب وآلام المفاصل، إلا إن الصينيين لم يفصحوا عن جميع أسرارها، ويوما بعد يوم ينكشف الستار عن أهم مجالات استخدامها فهى علم لا آخر له، ولكن لكى نصل إلى النتيجة المرضية يجب علينا الحرص على الوصول إلى أفضل النتائج.