بمناسبة اليوم العالمى للإيدز فى الأول من ديسمبر، حذر الدكتور عبد الهادى مصباح، أستاذ المناعة زميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة، من تزايد أعداد مرضى الإيدز فى مصر، موضحاً أن أطفال الشوارع، خاصة أنهم يتعرضون لإقامة علاقات غير شرعية، والبعض منهم يدمن المخدرات ويتعرضون للحقن المشترك، كما أن اللاجئين والمساجين ومحترفى الدعارة والمدمنين والشواذ هم أكثر الفئات إصابة بمرض الإيدز.
وأشار "مصباح" إلى أن هناك حوالى 300 ألف لاجئ سورى فى مصر، كما يوجد ما يقرب من 50 - 70 ألف فلسطينى يقيمون بمصر، والمعلومات المتوافرة حتى نهاية عام 2011 توضح أن 342 شخصاً فى عام 2010، 538 شخصا عام 2011 قد استفادوا من الخدمات التى تقدم من خلال التحاليل والفحص المجانى، من أجل اكتشاف الإيدز، وقد تبين إصابة 35 شخصا من بين هؤلاء بالإيدز، 19 منهم يتلقون العلاج منذ عام 2011، ولكن تظل هناك نسبة لا يستهان بها نحتاج إلى الوصول إليها.
وبالنسبة للمساجين، يؤكد "مصباح" أن هناك 4 مراكز للتحليل الاختبارى موجودة فى 4 سجون هى "برج العرب ووادى النطرون وسجن القطة والفيوم"، ولكن توقف العمل بها منذ ثورة 25 يناير ،2011 وقبل توقف المشروع تم فحص 1407 من السجناء ظهر من بينهم 13 حالة إيجابية للإيدز تم تأكيدها بالتحاليل التأكيدية.
وكانت هناك جلسات توعية عام 2010 حضرها 8555 نزيلا فى السجون الأربعة، لكن المشروع توقف، ومع علمنا بأن السجون بداخلها سلوكيات قد تنقل العدوى، مثل ممارسة الجنس الشاذ وإدمان المخدرات وغيرها، ويجب إعادة هذا المشروع مرة أخرى إلى حيز التنفيذ.
وأكد الدكتور "مصباح" أن محترفى الدعارة ومدمنى المخدرات والشواذ هم أكثر الفئات إصابة بمرض الإيدز، حيث يشكلون نسبة كبيرة لا يستهان بها، خاصة أن وسائل انتشار العدوى من خلال الاتصال الجنسى بكافة أنواعه، ومن خلال نقل الدم ومشتقاته ومكوناته، والمشاركة فى الحقن سواء للإدمان أو العلاج، واستخدام الآلات الحادة الملوثة من شخص لآخر، مثل آلات الوشم، وثقب الأذن، والباديكير، وعلاج الأسنان.
وقال أستاذ المناعة، إن وضع مصر بالنسبة للمرض، طبقا لتقرير للأمم المتحدة لمكافحة الإيدز UNAIDS الذى صدر عام 2012 من أجل تقييم مدى ما حققه الإعلان الدولى للألفية الثالثة الذى أعلن بواسطة الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز، أن أول حالة إيدز ظهرت فى مصر كانت فى عام 1986، وأن نسبة انتشار الإيدز فى مصر تعتبر قليلة بالنسبة لعدد السكان أقل من 0.02% أى حوالى 18 ألف، وليس معنى ذلك أن الإيدز بعيد عن مصر، فهناك بلاد كان بها مثل هذه النسبة فى الثمانينيات وفى خلال سنوات قليلة انتشر بها الإيدز بشكل وبائى، أما عن وضع مصر الآن فقد زادت نسبة انتشار عدوى الإيدز منذ عام ،1990 حيث زادت الحالات المكتشفة من 1040 (فى الفترة من 2001 – 2005) إلى 1663 حالة وفى الفترة من 2006: 2009 ثم حتى نهاية 2010 كان مجموع الحالات التى أعلن عنها 4313.
وهناك 486 حالة ثم اكتشافها فقط عام 2011 وحدها، وهذا يعطينا إنذارا بأن هناك بداية انتشار خفى لعدوى الإيدز يجب أن ننتبه له. ونوة إلى أن 60% من بين كل المصابين بالعدوى عمرهم يتراوح ما بين 25-40 سنة، ونسبة إصابة الرجال إلى النساء 1:4.
جدير بالذكر أن عدد مرضى الإيدز الأحياء على مستوى العالم طبقا لإحصائيات شهر ديسمبر عام 2012 يبلغ 35.3 مليون، وأن عدد الحالات الجديدة فى عام 2012 بلغ 2.3 مليون، منهم 2.0 مليون حالة شخص بالغ، 300.000 ألف طفل تحت 15 سنة. وعدد حالات الوفيات من الإيدز فى نهاية عام 2012 بلغ 1.6 مليون من بينهم 1.2 فى الصحراء الأفريقية. ومجموع الذين تمكنوا من الحصول على العلاج على مستوى العالم 9.7 مليون شخص من 35.3 مليون مصاب. يذكر أن هناك 6300 حالة إصابة جديدة بعدوى الإيدز يوميا فى كل أنحاء العالم.