يعانى المجتمع فى وقتنا الحالى من الشخصيات المضادة، التى دائماً ما تخلق نوعا من الفوضى فى الشارع. تقول الدكتورة إيمان أحمد إبراهيم، أخصائية العلاج النفسى، إن الشخصية المضادة للمجتمع شخصية لا تحترم حقوق الآخرين، بل تنتهكها عن عمد، وتسمى بالشخصية السيكوباتية أو اللا اجتماعية، وأبرز ما يبدو على أصحابها عدم الامتثال إلى القواعد الاجتماعية، فيما يتعلق بالسلوكيات المشروعة، فضلاً عن عدد من السمات السالبة، مثل الغرور، والكذب المتكرر، وخداع الآخرين من أجل الربح أو للحصول على مكاسب أو للمتعة الشخصية.
ويتصف هؤلاء الأشخاص أيضًا بالاندفاع، والتهيج، والعدوانية، والمبادرة بالشجار الجسدى، وليس لديهم أدنى إحساس بالمسئولية، ولا يشعر هذا السيكوباتى بالذنب، أو الندم تجاه أفعاله المشينة، بل يتلذذ ويستمتع بها، ولا يكتفى بذلك فيسقط صفاته البذيئة على الآخرين.
وتوضح الدكتورة إيمان، أن الأفراد الذين يعانون من اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع يفتقرون إلى التعاطف مع الآخرين، حيث تغلب عليهم القسوة، والسخرية، والازدراء من مشاعر غيرهم من الناس، رغم تمتعهم بالجاذبية، والذكاء، وسرعة الفهم، والتأثير على الآخرين نتيجة أسلوبهم الخلاب؛ لذا يبرعون فى النصب والاحتيال والتزوير.
وأضافت "إبراهيم"، يشيع حدوث ذلك الاضطراب لدى الذكور مقارنة بالإناث، ويوجد ارتباط وثيق بين تردى المستوى الاقتصادى والاجتماعى والإصابة بهذا الاضطراب، كما دعمت بعض الدراسات وجود عوامل بيولوجية تتضافر مع العوامل الاجتماعية مؤدية لنشأة هذه الشخصية.