إدمان العقاقير ظاهرة خطيرة انتشرت فى المجتمع، وأصبحت من القضايا المهمة التى تشغل بال الكثير، ويجب التصدى لها حتى نحمى شبابنا ومجتمعنا من الإدمان.
يقول الدكتور مدحت عبد الحميد أبو زيد، أستاذ ورئيس قسم علم النفس بجامعة الإسكندرية، إنه دون الخوض فى خضم وجهات النظر المختلفة، والفروض القائمة لتفسير ظاهرة الإدمان العقاقيرى، يمكننا فقط التنويه عن بعض العوامل المسئولة عن الإدمان من المنظور النفسى والاجتماعى، ومنها تخفيف التوتر، بمعنى تخفيف حدة الشعور بالتوتر والضيق والاختناق النفسى والقلق، وتوهم الشعور بالارتياح النسبى.
وأوضح "أبو زيد" أن تخفيف الشعور بالضغوط والبحث عن المتعة، هو ما يجده الشخص فى العقاقير والكحوليات، والتى تضفى شعوراً بالنشوة واللذة والمرح والانتعاش والابتهاج والغبطة والفرفشة والسرور المؤقت، وتزيل الألم، خاصة فى بدايات التعاطى، وإزالة الشعور بعدم الراحة وتحسين التفاعل الاجتماعى.
وأكد "أبو زيد" أن بعض العقاقير تساعد أصحاب الشخصيات الانطوائية على التخلص من عزلتهم، والتخلص من انطوائيتهم وتزيدهم مرحاً وإقبالاً على الآخرين وتجعلهم أقل خجلاً وأكثر جرأة، وإشباع الحاجة للشعور بالقوة، لافتاً إلى أن العقاقير بعضها ينسى الفرد ضعفه، وبعضها يمنح شعوراً بالقوة والسيطرة والهيمنة الزائفة، ونسيان الذكريات المؤلمة وغير السارة، وإبطال تأثيرها ونسيان الخبرات السيئة، والمزعجة والأحداث الضاغطة والهموم والمشاغل والأزمات، والصعاب والمشكلات والمحن التى يصعب على الفرد مواجهتها إلا بالنسيان أو الهروب أو المحو المؤقت من خلال العقاقير والاعتماد الكيمائى.
هذا فضلاً عن تعويض المخدر عن شعور الفرد بالعجز والضعف والهوان، أمام مشكلاته، ومتطلبات حياته وتعويضه عن نقائصه وعيوبه، وفقداناته المختلفة، خصوصاً ما يتعلق منها بحياته الخاصة بحثاً عن الفحولة الجنسية، فضلاً عن ذلك رغبة الفرد فى التجربة حتى ولو لمرة واحدة، أو رغبة منه لمسايرة الأصدقاء، حتى لا ينال سخريتهم، وهو ما يسمى بضغط الرفيق، كل ذلك وهو لا يدرى أن الإدمان أوله دلع وأوسطه ولع وآخره هلع.