يعتبر إشباع الحاجات العاطفية من الأركان المهمة للتوافق والانسجام بين الزوجين، يقول الدكتور سيد القاضى استشارى العلاج النفسى، إن الحياة العاطفية قد تكون من المنبئات القوية لاستمرار العلاقة الزوجية أو تعثرها أمام المشاكل والخلافات الناتجة عن الحرمان العاطفى لأحد الطرفين أو كليهما، فالمودة والرحمة بين الزوجين مطلوبة ولأن الحياة مليئة بالمؤثرات والتى قد تتسبب فى مشاكل تتفاوت قدرة الزوجين على مواجهتها، فإن من بين هذه الأسباب عدم وعى الرجال والنساء بأن لديهم حاجات عاطفية مختلفة وإشباعها بما يناسب طبيعة كل.
تابع " القاضى" العطاء العاطفى الصحيح يعنى تبادل الدعم العاطفى بين الزوجين بما يناسب طبيعتهم وتوقعاتهم والذى يساعد على تحقيق الاستقرار فى العلاقة الزوجية ومن ثم الأسرة عموما، ولهذا فقد حدد عدد من علماء الطب النفسى عددا من الحاجات التى يجب توافرها لتحقيق التوافق الزواجى بين الزوجين سميت بالحاجات السبعة للرجل والمرأة فاحتياجات الرجل الأساسية هى: الحب، والقبول، والتقدير، والثقة، واحتياجات المرأة الأساسية هى الحب، والاهتمام والتفاهم والاحترام فالجميع لديهم حاجات أساسية ولكن أيضا لديهم حاجات ثانوية أقل فى الأهمية.
وعندما يتلقى كل واحد منهما حاجاته الأساسية فأنه يصبح قادرا على تقديم الدعم للطرف الآخر وإعطاء ما يحتاج، فالرجال والنساء أصبحوا يريدون العاطفة والحب بالإضافة إلى الحاجات المادية والتى مهما توفر منها فإنه سيظل هناك إلحاح داخلى لإشباعه وهو الجانب العاطفى، فعلى الرجال والنساء تقبل اختلافاتهم حتى يكونوا علاقات جيدة وهذا ينعكس على الإنجاب واختفاء المشاكل الأسرية والتوافق بين أفراد الأسرة.
ونصح القاضى الزوجات أن تهتم بمراعاة مشاعر الأزواج فى إرضائه جنسيا، وعدم إهمال نظافتهن الجسمية أو تقليل الاهتمام بالمظاهر حيث أظهرت نتائج الدراسة مثل هذه المشكلة عند الأزواج، وكذلك الأزواج يهتم بمراعاة مشاعر زوجاتهم ومحاولة تجنب أكثر المواقف التى تثير مشاعر الحزن أو الغضب لديهن، وأن يحسن معاملتهن وأن تحرص الزوجات على إظهار الانسجام فى فهم وإشباع حاجات الزوج كوسيلة للمحافظة عليه، وان يهتم الزوجان بإرضاء حاجة الأخر إلى الحب وإلى التقدير كوسيلة لاستمرار الحياة الزوجية .
كما يجب على الأزواج الانتباه إلى أن الزوجة بعد سنوات من الزواج لا تستمر على مثل شخصيتها ولا معاملتها لزوجها مثلما كانت فى سنوات الزواج المبكرة وذلك بسبب الانشغال بالحمل والإنجاب ورعاية الأبناء، وعلى ذلك يجب أن تكون نظرتهم واقعية إلى زوجاتهم حسب ظروفهم، فعلى الأزواج عدم تجاهل إظهار التقدير لزوجاتهم فالزوجة إذا فقدت تقدير زوجها فربما تلجأ إلى التعويض عن ذلك بالإفراط فى التسوق ومقابلة الصديقات والإسراف فى قضاء الحاجات.