عندما يشاء القدر تتحول المحنة إلى منح كثيرة، هذا ما حدث مع طالب الهندسة الإلكترونية الإسرائيلى آفى يارون 26 عاما، حيث تعرض لحادثة دراجة نارية وبالصدفة البحتة اكتشفوا ورما خفيا بمخه أثناء فحص دماغه بالأشعة.
يقع الورم فى منطقة خطيرة من دماغه وقريبة من مناطق الحركة والفكر الهامة، وهكذا يصبح أمامه أحد خيارين إما إجراء عملية جراحية معقدة لإزالته أو إيجاد طرق أخرى.
بعد عام من البحث وجد يارون طبيبا فى نيويورك استطاع إزالة جزء من الورم وتحليله، وبما أنه كان حميدا نصحه الطبيب بالانتظار حتى تتطور التكنولوجيا.
حسبما قال آفى، هذا ليس مناسبا لشاب فى مقتبل حياته أن يظل مهددا بوجود الورم، لذا استمر فى البحث، وبعد 5 أعوام من البحث مع أفضل الأطباء ومهندسى التكنولوجيا تمت إزالة الورم بخليط من تكنولوجيا حديثة مع الطرق التقليدية، وبنتائج جيدة.
منذ ذلك الوقت وبعد ظهور المناظير ثنائية الأبعاد عمل آفى يارون على إيجاد طريقة تمكن الأطباء من إزالة أورام المخ، وبالفعل نجح فى ذلك.
فكما قالت بى بى سى إن شركة يارون استطاعت ابتكار جهاز صغير يحاكى آلية عمل عين النحلة يتكون من مئات الآلاف من المستشعرات صغيرة الحجم ترى من مناطق مختلفة وباستخدام برنامج حاسوب معين يمكنها إنتاج صورا ثلاثية الأبعاد تساعد على رؤية أفضل ونتائج أحسن.
تم إجراء عدة جراحات فى الدماغ باستخدام تلك التقنية ويقول أحد الأطباء أحمد شاه زاده من مستشفى الملكة إليزابيث فى برمنجهام إن رؤية فيلما ثنائى الأبعاد فى السينما هو أمر جيد، لكن الأكثر واقعية هو رؤية الفيلم ثلاثى الأبعاد، حيث ساعده ابتكار يارون على فهم أكثر للعمق وللعلامات التشريحية أثناء الجراحة.
أما هانى ماركوس جراح المخ والأعصاب فى مركز هاملين بالكلية الملكية فى لندن فيقول إن الرؤية ساعدته كثيرا على فهم تحركه داخل الدماغ وعلى رؤية آلاته بصورة أفضل، لكن ليس من الضرورى أن تكون الصورة ثلاثية الأبعاد أفضل من ثنائية الأبعاد للجميع حيث قد يجد بعض الجراحين المعتادين على ثنائية الأبعاد أن هذا غير ملائم لهم، لذا لابد من إجراء مزيد من الدراسات لمعرفة جدوى إدخال تلك التقنية فى كافة أنواع المناظير.