أكد الأستاذ الدكتور مدحت عبد الحميد أبو زيد أستاذ الطب النفسى بجامعة الإسكندرية، أنه بالرغم من وجود ظاهرة الاغتصاب منذ عهود مضت، فإن المناخ النفسى المعاصر قد زاد من تفشيها، حيث أنها فتحت الصندوق الأسود القابع فى بطون المصريين فخرجت منه القمامة النفسية والمكبوتات المرفوضة واللاشعوريات الفجة والشحنات الانفعالية المستهجنة مجتمعيا ومن بينها الاغتصاب مع وجود منظومة عوامل مساعدة داخلية مثل: كسر حاجز الخوف وزيادة الجرأة والتبجح والانفلات النفسى والفوضى النفسية والتسيب النفسى وتقلص فرص التعبير السوى عن الرغبات الجنسية والجوع النفسى الجنسى وذيوع حالات الخواء النفسى وتدهور السلم القيمى وضعف الرقابة الذاتية، فضلا عن منظومة عوامل مساعدة خارجية مثل الاستخفاف بالقانون وغوغائية الشارع المصرى، مما جهز مناخا صالحا لتفشى الرذيلة والانحراف والخراب النفسى.
وعن الأعراض النفسية للضحية، قال: الاكتئاب واضطراب شهية الطعام واضطراب النوم والكوابيس والشكاوى الجسمية المتعددة والانسحاب الاجتماعى واضطراب عدد مرات الاستحمام والاغتسال والولوج فى سلوكيات جنسية أخرى ومشاعر قلق وتوتر وخوف وحسرة وألم ودهشة وتعجب والانشغال الزائد بما حدث ونوبات بكاء وصراخ ومحاولات انتحار وغضب مكبوت غير محلول ونزعات انتقام واتجاهات سالبة نحو الجنس وصراعات نفسية تتعلق بالحياة الجنسية المستقبلية والتحول النفسى الجنسى للتعلق بجنس مغاير لجنس المغتصب.
وأشار إلى أنه يمكن علاج المشكلة بما يلى: استحداث منظومة متابعة ومراقبة ومحاسبة وقوانين رادعة، وبرامج توعوية وإرشادية ووقائية وعلاجية للشباب على كافة الأصعدة والمجالات، وضرورة التخلص من الانفلات الأمنى واستعادة الأمن الشرطى والأمان النفسى بتوفير معيشة كريمة للمواطنين خاصة لدى العشوائيات لأن التحرش يرتبط طرديا وجوهريا بالفقر. أما العلاج النفسى فيتمثل فى العلاج المعرفى السلوكى المرتكز حول صدمة، والعلاج التوكيدى الإيجابى.