يسأل قارئ، يبلغ من العمر27 عاما، تساورنى الشكوك منذ بلوغى أننى غير قادر جنسيًا مما يضعف من درجة فحولتى، وإذا تزوجت قد لا أستطيع الوفاء بواجباتى، وهذا الوسواس يقتلنى، ويجعلنى أتراجع عن فكرة الزواج، مع العلم أننى أجريت فحوصات شاملة على الجسم وتحاليل القدرة، وسلامة الأعضاء، وغيرها، ولم يظهر شىء مقلق.
قد يعانى الإنسان فى بعض الأوقات فى حياته مع اقتراب سن الزواج، من بعض الاهتزاز بالثقة فى قدرته الجنسية، وخاصة الرجال، فالكثير منهم يتركز تفكيرهم حول الجنس، وقدراتهم الجنسية بشكل مفرط، مما يؤدى إلى نتائج نفسية سلبية، تؤثر على القدرة العضوية بالفعل.
يؤكد الدكتور محمود عبد الرحيم غلاب، أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة، إن بعض الرجال بعد فترة البلوغ، يعانون من حالة انعدام ثقة بالنفس بشكل عام، وخاصة فى أهم جزئية –من وجهة نظرهم - وهى القدرات الجنسية، ودرجة الفحولة، ودرجة إثارتهم للنساء، وجذبهم لهن، ويبالغ الرجل فى تفكيره لتتحول إلى وساوس غير حقيقية، وليس لها دليل، بمعنى أن يشعر ويقتنع أن عضوه الذكرى صغير الحجم والطول، وإذا ما تزوج سوف يفتضح أمره، لأنه قد لا يستطيع ممارسة العلاقة الجنسية، وقد تذهب خيالاته إلى الوهم بأنه غير قادر على الإنجاب أيضا، على الرغم من سلامته العضوية، والصحية بشك عام.
ويشير غلاب إلى أن الداء يكمن فى الدماغ، أو العقل والتفكير، بمعنى أن هذا المريض بالفعل إذا مارس علاقة جنسية لن ينجح برغم سلامته العضوية، لأنه يؤمن بضعفه الجنسى، وصغر حجم عضوه، وهى صورة ذهنية بذاتها، تسيطر عليه وتوجه أفعاله، وتضعه فى حالة نفسية، وعصبية غير جيدة، ويشعر معها دائما بالقلق من مجرد التفكير فى الزواج، وتجعله دائم التفكير بشكل محبط فى قدراته الجنسية ،ويفحص أعضائه التناسلية بكثرة، فضلا عن أنه قد يقوم بعمل فحص دورى شامل كل فترة، كى يتأكد من سلامته.
وينصح الدكتور محمود غلاب، بضرورة طلب المريض للاستشارة النفسية من مختص، ويتابع حالته عن قرب، ويلمس الخلل المتراكم منذ فترة البلوغ وحتى هذا السن، الذى يعانى فيه من زيادة فجوة انعدام ثقته بقدراته الجنسية، ويكون العلاج بالتخلص من سبب الشعور بهذا النقصان، وعندما يزول، تزول الأعراض، ويمارس الشخص حياته بشكل طبيعى ويتزوج.