راحة العقل والتخلص من الأفكار المؤرقة، مطلب كل البشر بلا استثناء، ولا يعلم أغلبهم أنهم يبتعدون عنها بإرادتهم، ولا يبلغوها بأخطاء يرتكبونها دون أن يدركوا ذلك، وهناك بعض العوائق أو المنغصات فى الحياة التى توقفك عن بلوغ حلمك بالوصول إلى الراحة النفسية وهدوء العقل، وتخلصه مما يؤرقه ويشغله والسكينة التامة، وراحة العقل دون إزعاج وتخلصه من مؤرقاته فى معناها النفسى، هى تلك الرغبة فى الوصول لنوع من السكينة دون الشعور بالمشاعر السيئة غير المستحبة، كالغضب، والغيرة، والشعور بالذنب والندم، والقلق وغيرها.
قدم الدكتور محمد منصور استشارى الطب النفسى وعلاج الإدمان، ثلاثة من المنغصات التى لا يدركها الإنسان، وتصبح سببا فاعلا فى كل مآسيه، وهى كالتالى:
أولا إطالة مدة تأنيب النفس، والبالغة فى إيلامها، وحب القسوة على الذات، من أهم المعيقات والمنغصات فى حياة الإنسان، والتى يختارها ويمارسه بإرادته، فتجعله غير قادر على بلوغ نقاء سريرته وتعميه عن رؤية صفاته الجيدة، والجانب الجيد فى شخصيته، والتى تغفر له ذلاته، وتخلصه من شعوره الدائم بالتقزز من النفس والذنب.
ثانيا شعور الإنسان بعجزه أمام تغيير الماضى أو إحداث تعديل فيه، أو إعادة الزمن والأحداث الماضية من جديد، والتفكير فى سؤال محدد "لماذا لم أفعل هذا؟"، وهو سؤال يتردد على عقولنا جميعا بعد المرور بموقف معين، لم يتصرف الإنسان فيه بشكل يرضيه، فتجد نفسك تتساءل لماذا لم أقم بهذا الفعل، ولماذا لم أقل هذه الكلمة، وغيرها، وهى عبارات وتساؤلات سلبية مكتظة بإحباط شديد راجع لفعل مضى ولا يمكن عودته أو تكراره، وهنا يشعر الإنسان بالعجز فلا يستطيع تصحيح ما حدث بالفعل، وهو شعور مؤرق ينغص على الإنسان حياته وتفكيره ويعيقه عن الوصول إلى راحة العقل والنفس.
ثالثا نظر الإنسان وتركيزه فى النقطة السوداء فى أى موقف إنسانى، والتحديق فيها وبلورة رد فعله من خلالها، وترك الفراغ الأبيض الكثير من حلوها، أى التركيز على السيئ وإهمال التركيز على الحسن والجيد، وهى نظرة تزعج الإنسان وتجعله يرى الحياة بوجهها القمىء، دون محاسنها، فيختار بإرادته النظر والتركيز على كل ما هو غير جيد، وغير صالح ومزعج ومؤلم وظالم، ويترك طاقات النور، وإذا صادفه أمر مشرق ملئ بالأمل، ينظر للعيوب لا المزايا، وهو ما يوقع عليه عبئا نفسيا ضارا على المدى البعيد بنفسيته وراحة عقله وباله.