يؤدي الإسراف في استخدام الهاتف المحمول إلى العديد من المشكلات النفسية والصحية والمادية، لكن حتى الكتابة على الهاتف تؤدي أيضاً إلى الكثير من هذه الأضرار.
بدأ الانشغال بالهواتف الذكية يأخذ منحى خطيراً بتأثيره في أفراد المجتمع من خلال صور وأشكال مختلفة.
وهذا الانشغال أدى الى تغيير سلوكيات البشر بشكل كبير، فقد نشرت العديد من الأبحاث التي تظهر مدى تأثير التطورات التكنولوجية والتقنية الحديثة التي ترتبط بالإنسان بشكل يومي في صحته بشكل عام وصحة أعضائه الحيوية، وخصوصاً الحواس الخمس ومن أهمها حاسة البصر.
لكن أخيراً، أظهرت دراسة أنّ سوء استخدام مثل هذه الأجهزة لفترة طويلة لم يقتصر على تَشتّت التفكير وخلق حلقة مفقودة في التواصل مع الآخرين، بل تعدّاها حتى وصلت أضراره الى العديد من المشاكل الصحية الأخرى الناتجة عن الوضعية السيئة للرأس والرقبة التي تؤخذ تلقائياً أثناء الكتابة على الهاتف.
* مشاكل صحية
أشارت دراسة نشرت مؤخراً أنّ الاستمرار في الكتابة على الهاتف لوقت طويل قد تؤدي إلى الإصابة بمتلازمة "النص العنقي"، وهي عبارة عن حالة ناتجة عن الوضعية السيئة التي تؤخذ تلقائياً أثناء الكتابة على الهاتف.
ووفقاً لدراسة قام بها المركز الطبي المتخصّص في جراحة العمود الفقري وإعادة التأهيل في نيويورك، فإنّ الوضعية التي يتمّ اتخاذها عند الكتابة على الهاتف تؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية، ومن بينها هشاشة العظام المبكرة، والإصابة بالخلع الجزئي، وتوتر العضلات على مستوى الرقبة والظهر والكتف، والتهاب المفاصل، بالإضافة إلى عاهات العمود الفقري.
كذلك تؤدي عملية الانحناء المتواصل والوضعية السيئة التي تؤخذ تلقائياً أثناء الكتابة على الهاتف إلى شَدّ في العضلات وضغط على الأعصاب، كما قد تؤدي إلى تغيير انحناء العنق الطبيعي وتقود إلى مضاعفات خطيرة مثل تقليل سعة الرئتين والصداع والاكتئاب.
وأشارت الدراسة إلى أنّ رأس الإنسان يبلغ وزنه ما يزيد عن 5,5 كلغ خلال الوضع القائم والعمودي للجسم، ولكن في حال انحناء الرقبة للأمام فإنّ وزنه يصل إلى خمس أضعاف الوزن السابق.
وطبقاً لما قاله المركز الطبي فإنّ عملية انحناء الرقبة 60 درجة تقريباً إلى الأمام ستجعل وزن الرأس يصل إلى 27 كيلوغراماً تقريباً، وذلك يؤدي إلى الكثير من المشاكل الصحية. وأشارت الدراسة الى أنّ الحل الأمثل لهذه الوضعية هو رفع اليدين خلال استعمال الهاتف، وذلك حتى يكون الهاتف في نفس مستوى الرأس.