الزواج حياة مشتركة بين الزوجين، ولأنهما اثنان لكل منهم تفكيره وتوجهاته، مما يسبب حدوث صراعات ومشاكل زوجية متعددة، تؤدى فى كثير من الحالات إلى اللجوء إلى طبيب نفسى.
قال الدكتور أحمد هارون مستشار العلاج النفسى وعلاج الإدمان، إن كثيرا من المشكلات والصراعات الزوجية والتى تتردد على العيادات النفسية يمكن تحليلها إلى 3 أنواع، النوع الأول هو مشكلة الإقدام، أو ما يعرف بعدم القدرة على الاختيار بين اختيارين كلاهما يناسب الشخص، كأن تقع الزوجة فى اختيار عملها وتحقيق ذاتها، أو الاهتمام بالبيت والأولاد.
وأضاف هارون، أما النوع الثانى وهو الإحجام، وهى أن تشعر أن عليك الاختيار بين أمرين أحلاهما مر، مما يسبب صراعا ومشكلات كثيرة كأن تشعر أن عليك الاختيار ما بين حدوث الطلاق وتشرد الأطفال، أو الاستمرار بزواج غير متكافئ، مشيرا إلى أن النوع الثالث من الصراعات هو المشترك بين الإقدام والإحجام، ومن ذلك أن يحب الزوج زوجته ولا يستطيع أن يعيش بعيدا عنها، ولكنه غير قادر على تقبل أراءها السياسية مثلا.
وأوضح هارون، أن أغلب تلك الصراعات تنشأ نتيجة اختلافات بين الزوجين، ومن تلك الاختلافات، اختلاف الفكر والذكاء والجنس، فالزواج غير المتكافئ فكريا لن يتعدى كونه علاقة جنسية بشكل رسمى، وستبدأ تلك العلاقة بالفتور عندما يحدث تصادم بين الفكرين، فقد ينجح زواج اثنين بينهما فارق كبير فى السن، أو زواج اثنين بينهما اختلاف مستوى اجتماعى، إلا أن التضارب الفكرى لا يمكن أن يستمر، فالتفاوت الفكرى لا يعوض بالمال ولا الجمال ولا أى شىء، فالجاذبية الحقيقية لأى إنسان هى فكره.
وأكد هارون على أن الذكاء الاجتماعى بين الطرفين يجب أن يكون متكافئ، ويقصد بهذا النوع من الذكاء هو القدرة على الإقناع بالمنطق، مضيفا أن مشكلة الإشباع الجنسى من المشكلات التى قد تسبب الانفصال بين الزوجين، حيث إن الاختلاف يجعل الجنس فى الحياة الزوجية مجرد روتين يومى بلا أى شعور، مما يسبب مشاكل خاصة، وأن أحد الطرفين وغالبا ما تكون الزوجة تشعر بأنه يتم انتهاك أدميتها.
وفى النهاية، قال هارون إن الحياة الزوجية ستمر بكثير من المشاكل والأزمات، وكلا الزوجان بإمكانهما التنازل حتى تستمر الحياة الزوجية لتصبح الحياة الزوجية سعيدة، أما الزواج الفاشل فهو نتاج لأشخاص لا يقدرون الحياة الزوجية، وتغلب على تعاملاتهم الأنانية المطلقة، ويعجزون عن توصيل الحب والمودة كل من طرف إلى آخر.