لا يمكن أن يولد الطفل فاقد البصر أو قصير النظر، إذ تتطور قدراته البصرية شهراً بعد آخر، على عكس الاعتقاد الذي ساد طويلاً. ولصعوبة التواصل مع المواليد الجدد، يراقب الأخصائيون سلوكيات معينة ومؤشرات تدل على تحديات وصعوبات تواجه تلك العيون الصغيرة. فكيف نكشفها وما هو الحل؟
فيما يلي جملة من النصائح والمعلومات الضرورية نشرتها مجلة Magicmaman الفرنسية، تسمح للوالدين بمساعدة الرضيع على رؤية هذا العالم بشكل أفضل.
1 هل تظهر مشكلات النظر بمجرد الولادة؟
عند الولادة، يرى الطفل الأشياء من حوله ضبابية سواء كانت قريبة أو بعيدة، إلا أن حدة بصره وقدرته على رؤية التفاصيل الدقيقة تتحسن مع مرور الوقت.
وتكون حدة بصر الطفل 0.3 من 10 عند الولادة، وتصبح 4 من 10 بعد مرور 12 شهراً، ثم تكتمل لتصبح 10 من 10 عند بلوغ سن الرابعة.
وخلال الفترة الأولى، يكون حقل الرؤية لدى الرضيع محدوداً، حيث لا تتجاوز المساحة التي يمكنه رؤيتها بعينيه دون تحريك رأسه 60 درجة أفقية و20 درجة عمودية.
وبحلول الشهر الرابع، تكتمل الرؤية بالنسبة للرضيع، حيث يعمد الدماغ على دمج صورتي العينين. وبالتالي، يتمكن الطفل من تقدير العمق والارتفاعات. وفي الفترة العمرية ذاتها، يصبح الطفل قادراً على متابعة جسم متحرك، وبذلك يكتسب مهارة المراقبة.
2 في أي عمر يمكن إجراء فحص النظر؟
يجزم كل الأطباء تقريباً بأن الفترة المثالية لإجراء فحوص النظر بين سن الثلاثة أشهر والتسعة أشهر. بعد ذلك، كلما تأخر اكتشاف أي خلل، أصبح الأمر أصعب، بل بات من المستحيل تعويض ما فات الطفل الذي بلغ عمر السابعة أو الثامنة، وتدارك بعض أوجه القصور.
ويجب أن يدرك الوالدان أن الزيارات الدورية لطبيب الأطفال، وإن تضمنت فحصاً للعينين لن تكشف أحياناً المشكلة الحقيقية، لذا يتوجب عليهما مراقبة بعض العوامل ومراجعة طبيب مختص بالعيون، فهو الوحيد القادر على تشخيص مشاكل البصر بدقة وبشكل مبكر.
3 ما هي الحالات التي تستدعي اهتماماً خاصاً؟
هناك حالات بعينها تستدعي اهتماماً خاصاً، ويجب المسارعة إلى مراجعة طبيب العيون بداية من الشهر الثالث بعد الولادة:
-مرض وراثي
-إصابة الجنين بمرض ما داخل الرحم
-تعرض المولود لصدمة عند الولادة
-إصابة الرضيع بمرض عصبي
-قضاء المولود فترة في الحاضنة الاصطناعية في حين لم يكن وزنه يتجاوز 1500 غرام.
-ولادة مبكرة
-ارتداء أحد الوالدين لنظارة طبية
4 كيف نكتشف أن الرضيع مصاب بالحول؟
يؤدي انحراف العين إلى الحول بصورة سريعة، إذ تفقد العين التي تعاني من الانحراف قدرتها على الرؤية شيئاً فشيئاً.
وللتأكد من أن الرضيع لا يعاني من هذه المشكلة، يمكنك وضع دمية صغيرة أو مجسم حيوان أمام عينيه مع قرص أنف الطفل بكل لطف، ثم التثبت ما إذا كانت كلتا العينين تتابعان الجسم الموجود أمامه بشكل متناسق.
مع بداية الشهر الرابع من عمره، يفترض أن يتمكن الرضيع من متابعة الجسم المتحرك أمامه بكلتا عينيه.
ثم ضع الدمية باتجاه أحد جانبي الرأس يرافقها الغناء، وهنا من الطبيعي أن يدير الرضيع رأسه نحو الدمية، نظراً لأن الأذن والعين مرتبطتان عبر قنوات حسية موجودة في مؤخرة الدماغ.
وتوجد طريقة أخرى للتأكد من سلامة عيني الرضيع، ألا وهي استخدام وشاح لتغطية إحدى عينيه لمدة خمس دقائق وحثه على استخدام العين الأخرى فقط.
في حال أبدى الرضيع انزعاجاً كبيراً من هذه التجربة ، فعلى الأرجح يشير ذلك إلى أنه كان عاجزاً عن الإبصار بعينه السليمة جراء تغطيتها. وهنا من الضروري استشارة طبيب العيون.
5 كيف يمكن اكتشاف طول النظر لدى الرضيع؟
يواجه الطفل الذي يشكو من حالة بعد النظر (Hyperopia) في مراحلها المتطورة، صعوبة كبيرة في التأقلم والشعور بالراحة مع محيطه. فغالباً ما يجبر على التعود على ضبابية البصر، ويعجز عن رؤية التفاصيل.
عندما يصاب الإنسان بهذه الحالة المرضية إبان فترة نضوج الخلايا العصبية بشكل كامل، يؤدي ذلك لنتائج لا رجعة فيها.
وفي هذه الحالة، تتمثل عملية التأهيل البصري في تدريب العين الضعيفة، وذلك عبر تعصيب العين السليمة من أجل إجبار الأخرى على العمل أكثر. ويمكن إجراء هذه العملية بدءاً من الشهر السادس، لمدة نصف ساعة يومياً. أو استخدام نظارة طبية خاصة، تعمل على إعاقة عمل العين السليمة بشكل طفيف لتشجيع العين الأخرى.
6 علامات تبدو بسيطة ولكنها خطيرة:
رغم افتراض الوالدين أن كل طفل ينمو بطريقته الخاصة ويختلف عن الآخرين، إلا أن هناك سلوكيات أساسية لا بد أن ينجزها الرضيع في عمر معين، وإذا لم يستطع إليها سبيلاً، لا بد عندها من زيارة أخصائي العيون:
-عدم قدرة الطفل على الإمساك بالألعاب التي تحيد عن مجال رؤيته
-عجز الطفل على الانحناء لالتقاط ألعابه
-عدم قدرته على الإمساك بلعبة من يد شخص آخر
-ظهور نوع من التشنج على مستوى الحركات
(هاف بوست عربي)