كشفت دراسة جديدة أن العاملين في المكاتب بإمكانهم خسارة ما يعادل 3.175 كليوغرام من أوزانهم سنوياً، عن طريق الوقوف أمام مكاتبهم.
وبحسب ما نقلت صحيفة "تليغراف" البريطانية، توصلت دراسة دولية شملت أكثر من 1000 رجلاً وامرأة إلى أن الوقوف بدلاً من الجلوس لمدّة 6 ساعات في اليوم يحرق 54 سعرة حرارية إضافية يومياً، مما يؤدّي إلى فقدان كبير للوزن.
وتوصلت الدراسة التي نُشِرَت في المجلة الأوروبية لطب القلب الوقائي، إلى أن الوقوف يحرق ما يقرب من ضعف السعرات الحرارية لدى الرجال مقارنة بالنساء، بسبب الكتلة العضلية الأكبر لديهم.
وكشفت الدراسة -التي فحصت بيانات من 1184 شخصاً شاركوا في 46 دراسة سابقة- أن متوسط الفرق في استهلاك الطاقة بين وضع الجلوس والوقوف يعادل 0.15 سعرة حرارية في الدقيقة الواحدة.
وهذا يعني أنه يُتوقّع أن يخسر أولئك الذين يقضون 6 ساعات من يومهم في وضع الوقوف بدلاً من الجلوس حوالي 6 أرطال (ما يعادل 2.72 كيلوغرام) من أوزانهم في العام، وقد تصل الخسارة إلى أكثر من ستون ونصف (ما يعادل 9.52 كيلوغرام) في أربع سنوات، إذا لم يغيّروا نظامهم الغذائي.
وقال الباحثون إن العديد من العاملين في المكاتب بإمكانهم تحقيق خسارة كبيرة في الوزن إذا قضوا فتراتهم المعتادة في العمل واقفين أمام مكاتبهم، خاصة إن شجَّعهم ذلك على التحرّك في محيطهم أكثر مما يفعلون عادة.
وقال كبير مؤلّفي الدراسة، الدكتور فرانسيسكو لوبيز جيمينيز، رئيس قسم طب القلب الوقائي في مستشفى مايو كلينك بولاية مينيسوتا الأميركية، إن "الوقوف لفترات طويلة قد يبدو صعباً بالنسبة للكثير من البالغين، لا سيّما أولئك الذين لديهم وظائف مكتبية، ولكن خفض نصف مدّة الجلوس للشخص الذي يجلس 12 ساعة يومياً سيمنحه منافع هائلة".
وتوصّل الباحثون إلى أن الآثار كانت أكثر وضوحاً بين الرجال، وقالوا إن ذلك يعكس على الأرجح حقيقة أن لديهم كتلة عضلية أكبر من شأنها حرق السعرات الحرارية على نحو أسرع.
وأشار البروفيسور لوبيز جيمينيز إلى أن النتائج قد تكون أعظم من ذلك، وأن الوقوف قد يحسّن من الصحة العامة أيضاً.
وقال: "الوقوف لا يحرق سعرات حرارية أكثر فحسب، فالنشاط العضلي الإضافي يرتبط بخفض معدّلات النوبات القلبية، والسكتات الدماغية، ومرض السكري، لذا فإن منافع الوقوف قد تتجاوز السيطرة على الوزن".
وأضاف قائلاً "قد تكون نسبة حرق السعرات الحرارية التي أظهرتها نتائج دراستنا أقل مما هي عليه في الواقع، لأنه عندما يكون الناس واقفين، فإنهم يميلون للقيام بحركات عفوية مثل تحريك أجسامهم أو تبديل استنادها من قدم إلى أخرى، واتخاذ خطوات صغيرة إلى الأمام والخلف. وربما يكون من الأرجح أنهم سيتحرّكون نحو خزانة الملفات أو سلّة المهملات".
وتابع أنه "من المهم تجنّب الجلوس لساعات طويلة في وقت واحد، ويعد الوقوف خطوة أولى جيدة جداً".
(هافنغتون بوست)