نشرت مجلة "ووركينغ ماذر" الأميركية تقريرا، تحدثت فيه عن الهاجس الذي يؤرق الأولياء أثناء تنشئتهم لأطفالهم، والذي يتمثل في دفعهم لاكتساب مهارات الذكاء، وضمان نجاحهم الفكري في المستقبل.
وقالت المجلة إن أول النشاطات التي يمكن من خلالها تعزيز ذكاء الطفل تتمثل في تشجيعه على اللعب خارج المنزل. وإن كانت ممارسة الرياضة بشكل منتظم في غاية الأهمية بالنسبة للطفل، إلا أن منحه بعض الوقت للعب دون قيود يعد أمرا حيويا أيضا.
وقد أثبتت إحدى الدراسات أن اللعب العشوائي ودون قيود مهم جدا في تنمية الذكاء الاجتماعي للطفل. في الأثناء، يجب أن يمنح الأولياء أطفالهم بعض الوقت للعب خارج المنزل. ففي الواقع، يساهم السماح للأطفال برسم حدودهم الخاصة، والتفاعل مع أقرانهم بشكل كبير في تعزيز نمو قشرة الفص الجبهي، المنطقة التي سيعتمدون عليها فيما يتعلق بالمواقف الاجتماعية بقية حياتهم.
وبينت المجلة أن تحديد وقت معين لممارسة ألعاب الفيديو مهم جدا. في الوقت ذاته، أكدت شيريل أولسون، الحائزة على دكتوراه في الطب، أن ألعاب الفيديو تتسم بفوائد لا تحصى ولا تعد بالنسبة للأطفال. ففي الواقع، توفر لهم هذه الألعاب تدريبا على كيفية مواجهة التحديات والتعبير الإبداعي والتفاعل الاجتماعي مع أصدقائهم، فضلا عن حل المشكلات، في حين تمنحهم شعورا نادرا بالاستقلالية.
أما النشاط الثالث، الذي يعدّ حاسما في تنمية ذكاء الطفل، فيتمحور حول جعل النوم أولوية عائلية. في الغالب، يعد تخلي الوالدين عن اتباع سياسة متشددة فيما يتعلق بجدول نوم أطفالهم في سن المدرسة أمرا مقبولا. ولكن، قد يكون لهذه الممارسات تداعيات سلبية على ساعات نوم الأطفال. فعادة ما تتسبب قلة النوم في شعور الطفل بالخمول خلال النهار، وتضعف قدرته على التركيز، ما من شأنه أن يلقي بظلاله على درجاته في المستقبل البعيد.
وأفادت المجلة بأن النشاط الرابع الذي يمكن للأطفال القيام به لتحفيز معدل الذكاء لديهم يتمثل في المشاركة في دورات لتعليم الموسيقى. وبغض النظر عما إذا لم يبد الطفل ميولا موسيقية، فلا بأس من تشجيعه على فعل ذلك.
وأوضحت المجلة أن الأطفال الذين يتمسكون بتعلم الموسيقى وإنتاجها يكتسبون مهارة "التمييز الفيزيولوجي العصبي" أثناء حلهم لشفرة مختلف الأصوات. ويمنح هذا الوعي الكبير بالأصوات الأطفال قدرة أكبر على تحسين مهاراتهم في القراءة والكتابة، وهما مؤشران يدلان على الذكاء في الصف أو في الاختبارات القياسية التي يخضعون لها.
وقد ذكرت المجلة أن الممارسة الخامسة التي يمكن للأولياء القيام بها من أجل تعزيز ذكاء أبنائهم تتمثل في حثهم على بذل المزيد من الجهد والعمل الجاد. فقد قادت عقود من البحث في مجال المحفزات والذكاء الباحثة كارول دويك، من جامعة ستانفورد، لاستنتاج أن تشجيع الأطفال على بذل جهد مكثف والعمل الجاد له تأثيرات إيجابية على ذكائهم.
وأكدت الباحثة أن الثناء على الأطفال لأنهم "موهوبون" يفيد ضمنيا بأنهم الأجدر بالنجاح، ما يجعلهم يفتقرون إلى الحافز الضروري لتقديم أداء أفضل.
(عربي 21)