إنّها حتماً من بين الظواهر والحقائق الغريبة عن جسم الإنسان التي قد لا يعترف بها الطبّ رسمياً، ولكن كلّ من إختبرها يؤكد صحّتها؛ فهل سبق وإختبرت ألماً يأتي كل عام في الوقت نفسه، وذلك في تاريخ التعرض للإصابة الأساسية؟ ما هو التفسير وراء ذلك؟
رغم عدم وجود معطيات واضحة تشرح هذه الظاهرة بشكل مباشر، إلّا أن دراسة حديثة نسبياً تعود للعام 2016 جاءت بتفسير منطقي: لنظامنا العصبي ذاكرة خاصّة بالألم، إذ أن بعض "الآثار" تبقى محفوظة لفترة طويلة في الخلايا المناعية التابعة للجهاز العصبي عقب الإصابة. لذلك من الطبيعي أن نشعر به بعض فترة طويلة حتّى ولو كان المسبب الأساسي لم يعد موجوداً.
هذه الدراسة التي تمّ إجراؤها على الفئران في جامعة King's College London البريطانية كانت تهدف أساساً إلى تحديد سبب إستمرار الألم المزمن الذي يشعر به بعض المرضى رغم الخضوع للعلاج الكامل وإستعادة الجسم لوظائفه الطبيعية في موضع الخلل.
ولكن رغم أنّها تفسر بشكل جزئي هذه الظاهرة وبالتحديد سبب شعور الألم دون محفّز أساسي، إلّا أن التساؤل الأكبر عن سبب تكرره كل عام في التاريخ نفسه يبقى قيد الجدال، أقلّه حتّى الآن! فهل الأمر مرتبط بعوامل نفسية؟ أم أن ذاكرة الخلايا العصبية تلعب دوراً آخر في هذا الخصوص؟
(عائلتي)