تُعتبر الوضعيّة الجيّدة جزءاً مهمّاً من نمط الحياة الصحّي، لكن لسوء الحظّ يتمّ غالباً تجاهلها على رغم تأثيرها الإيجابي في صحّة الجسم. كيف؟ إكتشفوا هذه الحقائق المُذهلة!
بعد اطّلاعكم على المعلومات الهامّة التالية فإنكم ستتوقفون فوراً عن الجلوس أو الوقوف بشكل متحدّب:
الاستمتاع بطاقة إضافية
الوقوف بوضعيّة جيّدة يسمح للحجاب الحاجز بالعمل بفاعلية أكبر، ما يجعل التنفس أكثر سهولة وأقلّ تعباً. الوضعيّة المعكوفة والمائلة إلى الأمام، كتلك التي تحدث عند الانحناء على الكمبيوتر، تقيّد توسّع القفص الصدري أثناء التنفس، وتضغط على الحجاب الحاجز، وقد تقلّص حتّى كفاءة الرئتين، لتجعل بذلك عمليّة التنفس بأكملها غير مُلائمة. أمّا التنفس الجيّد فينظّم تدفّق الأوكسجين وثاني أكسيد الكربون في كل أنحاء الجسم ويضمن طاقة مستدامة.
حرق مزيد من الكالوري
الوضعيّة الصحيحة تحسّن الدورة الدموية وتسمح باستمداد مزيد من الأوكسجين، ما يجعل التمارين تبدو أسهل. بما أنّ المفاصل تكون بوضعيّة أفضل أثناء الوقوف بشكل مستقيم، يمكن القيام بمزيد من الحركات المُدمِّرة للسعرات الحرارية مقارنةً بالشخص الذي يتّخذ وضعيّة سيّئة، خصوصاً عند المشاركة في تمارين كاليوغا والـ"Pilates". باختصار، ينتج عن ذلك أوجاع أقلّ وأرباح أكثر!
خفض التعرّض لآلام الرأس
إذا كنتم تشكون بانتظام من أوجاع الرأس المرتبطة بالإجهاد، فإنّ الوضعيّة السيّئة قد تكون المُلامة. يحدث هذا النوع من الآلام عادةً بسبب ضيق عضلات العنق وأعلى الظهر والفكّ، وفي معظم الأحيان فإنّ السبب يرتبط بانحناء الرأس والكتفين إلى الأمام. مع مرور الوقت، إذا أصبح ضيق العضلات مُزمناً فقد يؤدّي إلى ألم في الرأس. لتفادي ذلك، يجب الحرص على أن تكون الأذنان دائماً بمحاذاة الكتفين اللذين يجب أن يكونا مستقيمين.
تقليص الضغط على المفاصل
الوضعيّة السيّئة تُلحق الأذى بالمفاصل. على سبيل المِثال، يشكّل انحناء الرأس أثناء استخدام الهاتف الخلوي ضغطاً شديداً على مفصل الكتف، والعنق، والعضلات المُحيطة، ما قد يؤدّي إلى الألم والإصابة. بيّنت الأبحاث أنه لكل بوصة من وضعية الرأس الأمامية يرتفع وزن الرأس على العمود الفقري إلى نحو 4,5 كلغ إضافية.
أمّا عند إمالة الحوض إلى الأمام، فيؤدّي ذلك إلى الضغط على العمود الفقري وقد يسبّب انخفاضاً في القوّة الأساسية جنباً إلى آلام الظهر والوركين. وعلى المدى الطويل، قد ينتج من الوضعية السيّئة مشكلات غير محبّذة إطلاقاً كإلتهاب الأوتار. إشارة إلى أنّ الوضعيّة الصحيحة توازن العضلات، وتخفّض الضغط على المفاصل وخطر التعرّض للإصابات.
وضع حدّ للتوتر
وجدت دراسة أخيرة من "University of Auckland" في نيوزيلاندا أنه يمكن استخدام الجلوس بشكل مستقيم كحلّ لمحاربة التوتر. فقد قُسِّم المشاركون عشوائياً إلى مجموعتين، وطُلب منهم استكمال مهمّة محفِّزة للإجهاد، علماً أنّ المجموعة الأولى اتّخذت وضعية مستقيمة بعكس نظيرتها الثانية.
بعد إنهاء المهمّة، عبّر أصحاب الوضعيّة الجيّدة عن شعورهم بمزيد من الحماسة والقوّة، بعكس أصحاب الوضعيّة المُنحنية الذين تعرّضوا لمزيد من القلق، والخمول، والنعاس، والعصبية، والسلبية، والضجر. يقترح الباحثون أنّ الجلوس المستقيم يحفّز الاستجابات الفسيولوجية، كارتفاع ضغط الدم، ويعزّز استجابة التأقلم مع التوتر. أمّا عندما يكون الجسم بوضعية سيّئة، فقد ينعكس ذلك سلباً على الهرمونات وأداء الجهاز العصبي، ما يغيّر المزاج.
(سينتيا عواد - الجمهورية)