الارشيف / صحة و رشاقة / لبنان 24

"قتل 30% من الأوروبيين".. هل يشهد العالم عودة الموت الأسود؟

لا يزال مرض الطاعون الفتاك شديد العدوى، الذي قتل ملايين البشر على مدى 1400 سنة ماضية، ينتشر بشكل متقطع في نحو 36 بلدا حول العالم.

ويواصل العلماء البحث للتعرف على أحد أكبر الأسرار المتبقية حول الطاعون، المتمثلة في كيفية ومكان بقاء الفيروس على قيد الحياة، قبل تفشي المرض.

ومثل العديد من مسببات الأمراض الأخرى، لا يمكن للبكتيريا المسببة للطاعون، اليرسينيا الطاعونية، البقاء على قيد الحياة لفترات طويلة من الزمن في البيئة الحاضنة، دون حماية. وبالرغم من ذلك، تتكرر حالات تفشي مرض الطاعون باستمرار في العديد من المواقع.

ويشير هذا الأمر إلى قدرة البكتيريا على العثور على ملجأ، والبقاء على قيد الحياة لعدة سنوات، بعد تفشي المرض. لذا يحاول العلماء فهم كيفية استمرار حياة البكتيريا، لمنع انتشار المرض في المستقبل.

وتبين الدراسة التي أجريت مؤخرا في مركز أبحاث الأمراض المعدية، في جامعة ولاية كولورادو، أن الأميبا (الكائنات الشائعة في التربة والمياه)، يمكن أن تلعب دورا في حماية بكتيريا الطاعون، قبل تفشي المرض مجددا.

وتعيش الأميبا أحادية الخلية في جميع أنواع التربة تقريبا، والمجاري المائية في جميع أنحاء العالم. كما تتغذى على البكتيريا، ولكن وجد العلماء أن بعض أنواع البكتيريا مقاومة للهضم، من قبل الأميبا.

ومن المثير للاهتمام، أن هذه البكتيريا تشمل اليرسينيا السلية الكاذبة، ويرسينيا القولون. ونتيجة للعيش في التربة، إلى جانب الأميبا، كان الأمر يتطلب من هذه البكتيريا تطوير طرق لتجنب تناولها.

ونتيجة لهذا التاريخ التطوري، افترض فريق البحث أنه عندما تطور الطاعون من اليرسينيا السلية الكاذبة، قبل حوالي 10 إلى 40 ألف سنة ماضية، فإنها احتفظت بالقدرة على البقاء داخل الأمبيا.

وقام الباحثون بجمع عينات التربة من جحور كلب المروج (وهو نوع من القوارض)، وتمكنوا من تحديد 5 أنواع من الأميبا، بعد عزلها في المختبر، لاستخدامها في التجارب المستقبلية. وتتمثل الخطوة التالية في تحديد كيفية تفاعل بكتيريا الطاعون، مع أنواع الأميبا المختلفة.

وتثبت النتائج أن بكتيريا الطاعون قادرة على البقاء على قيد الحياة، والتكاثر داخل الأمبيا. ويفترض بعض العلماء أن الأميبا يمكنها توجيه البكتيريا غير الضارة، إلى أن تتطور وتصبح من مسببات الأمراض الخطرة.

وتجدر الإشارة إلى أن الطاعون تسبب في 3 حالات عالمية قاتلة، بما في ذلك طاعون جستنيان، الذي قتل الملايين من الناس في الإمبراطورية البيزنطية بين عامي 541 و750. كما أثر الموت الأسود على الكثيرين في آسيا وأوروبا بين عامي 1330 و1480، ما أسفر عن مقتل حوالي 30% من جميع الأوروبيين.

(روسيا اليوم)

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى