لا يتمتع الـ3 مليارات شخص الذين يسافرون على متن الرحلات الجوية سنوياً في جميع أنحاء العالم، بصحة جيدة. وتقول الحكمة التقليدية إنك أكثر عرضة للاصابة بنزلة برد (أو أي مرض آخر) إذا كنت عالقاً في رحلة طويلة مليئة بالركاب المرضى.
ووجدت دراسة جديدة أنه على الأقل في رحلات الطيران العابرة للقارات، فإن ما يحدد مدى إصابتك بالمرض أم عدم إصابتك به هو المقعد الذي تجلس فيه، والأشخاص القريبين منك.
ووفقا للدراسة التي نشرت الاثنين في مجلة PNAS ، فإن الركاب الجالسين بالقرب من شخص مصاب بمرض تنفسي، قد يُصابون بالمرض بنسبة 80 بالمائة أو أكثر، مقارنة بالركاب الجالسين في مقاعد أخرى.
وقالت فيكي ستوفر هيرتزبيرغ، أول مؤلفة للدراسة وأستاذة في كلية نيل هودجسون وودروف للتمريض في جامعة إيموري: "لا ينبغي أن يشعر الركاب بالقلق من سعال أحدهم، على سبيل المثال، إذا كان يجلس على مقعد بعيد عنهم."
وتقول منظمة الصحة العالمية إن "أمراض الجهاز التنفسي مثل الإنفلونزا أو السارس تنتقل بشكل رئيسي عندما يعطس شخص مريض أو يُصاب بالسعال أو يتحدث، مما يؤدي إلى انتشار الجراثيم في الهواء."
ووجدت دراسة أجريت في العام 1996 أن امرأة سافرت من هونولولو إلى بالتيمور وعادت، قد نقلت مرض السل المقاوم للأدوية إلى ما لا يقل عن ستة ركاب آخرين. وشعر المسؤولون في مجال الصحة العامة بالقلق من انتشار الأمراض مثل السارس والإيبولا أثناء الطيران.
إذن ما هي المخاطر الفعلية لنشر مرض تنفسي على متن الطائرة؟ ويعتمد ذلك على ما إذا كان هناك مرضى على متن الطائرة وما إذا كنت على اتصال بهم.
وقامت هيرتزبيرغ ومجموعة من العلماء بتتبع عشر رحلات عبر القارات لمعرفة ذلك. ومولت شركة بوينغ للطائرات البحث ولكنها لم تؤد أي دور أساسي في الإشراف عليه.
وفي المتوسط ، استغرقت الرحلات الجوية 238 دقيقة، وكان كل فرد من أفراد الطاقم على اتصال مع الركاب بمعدل حوالي 67 دقيقة. وبناءً على هذه البيانات، قدر الباحثون أن أحد الأفراد المرضى في الطاقم، قد يصيب حوالي خمسة ركاب في الرحلة الواحدة.
ولتقريب النتائج التي توصلوا إليها، جمعت هيرتزبيرغ والباحثون معها 229 عينة بيئية قبل وأثناء وبعد الرحلات واختبرت كل منها لـ18 فيروسًا تنفسيًا شائعًا، بما في ذلك العديد من سلالات الإنفلونزا. وجاءت نتيجة جميع العينات، المأخوذة من الهواء ومن الأسطح الصلبة، سلبية.
ويحذر الباحثون من أنه في الرحلات الأقصر، سيكون مقدار حركة الركاب والطاقم أقل بكثير، ولكن على متن الرحلات الطويلة، سيكون هناك المزيد من الحركة، لذلك لا يمكن تطبيق النتائج على الرحلات القصيرة أو الطويلة المدى.
وقالت الدكتورة مارتا فيلدمازر، رئيسة الأمراض المعدية في مستشفى "لينوكس هيل" في نيويورك، إن منهجية الدراسة الجديدة "ممتازة،" لكن الأبحاث محدودة.
وأوضحت فيلدمازر، التي لم تشارك في البحث، إن الدراسة لا يمكنها تفسير تأثير تدفق الهواء داخل الطائرة وتجارب ما قبل أو بعد الرحلة، مثل الانتظار في المطار.
(CNN)