الارشيف / صحة و رشاقة / لبنان 24

يرصد تعرض الجسد لأسلحة دمار شامل.. تعرّفوا على "الحارس البيولوجي"

لا يأخذ السواد الأعظم منا أمورا مثل "قراءة الكف" أو "الفراسة" أو حتى "فتح المندل" على محمل الجد ويعتبرها ممارسات دجل وشعوذة. لكن ما يقوم به حاليا فريق من الباحثين تابع لـ DARPA، وهي وكالة مشاريع الأبحاث المتطورة الدفاعية الأميركية، هو تطوير برنامج يقرأ تاريخ الجسم الإنساني طوال حياته ولا يندرج تحت بنود الدجل والشعوذة.

ويهدف برنامج DARPA الجديد ECHO إلى بناء منصة لتقنية تشخيص ومراقبة الهندسة اللاوراثية، يمكن نشرها ميدانيا لتقوم سريعا بقراءة epigenome "إيبيجينوم" شخص ما، وتحدد التوقيعات التي تشير إلى ما إذا كان هذا الشخص قد تعرض في أي يوم من حياته لمواد يمكن أن ترتبط بأسلحة الدمار الشامل.

ويعد "إيبيجينوم" هو حارس السجل البيولوجي. وعلى الرغم من أن الحمض النووي لا يتغير على مدى حياة الإنسان، إلا أن البيئة المحيطة بأي شخص قد تترك علامات على الحمض النووي (DNA) لتعديل كيفية التعبير عن جينات هذا الشخص. ويمكن للأشخاص بهذه أن يتكيفوا ويعيشوا في ظروف متغيرة. ويعتبر "إيبيجينوم" هو مزيج من كل هذه التعديلات. وعلى الرغم من أن التعديلات يمكن أن تسجل في غضون ثوانٍ إلى دقائق، إلا أنها تطبع في الـ"إيبيجينوم" لعشرات السنوات، تاركة أختاما دقيقة بالتاريخ والساعة، ولا يمكن طمسها عن عمد، حول ما تعرض الأفراد.

في حين أن تقنيات الفحص الجنائي والتشخيص بالطب الشرعي الحالية تكشف فقط عن الوجود الفوري للملوثات، فإن تقنية ECHO المتوخاة سوف تقرأ الـ"إيبيجينوم" لأي شخص من خلال عينة بيولوجية، مثل وخز الإصبع أو مسحة الأنف، للكشف عن احتمالية التعرض لأسلحة الدمار الشامل أو حتى آثار أسلحة دمار شامل، حتى إذا كان تم طمس الأدلة المادية.

ويقول إريك فان جيسون، مدير برنامج ECHO: "إن جسم الإنسان يسجل التعرضات ويضعها في سجلات الـ"إيبيجينوم".

ويضيف جيسون: "لقد بدأنا للتو فهم هذه السيرة الذاتية الغنية التي نحملها معنا. ونأمل أنه من خلال القدرات المطورة داخل ECHO، أن يمكن التعرف في مختلف الميادين والمواقع، بما فيها جبهات القتال، على الفور ما إذا كان هناك عدو مشتبه به قد تعامل أو تعرض لعوامل تهديد. ويمكن أن تستخدم التكنولوجيا نفسها أيضا كأداة تشخيصية لأفراد قوات #الجيش_الأميركي لتشخيص الأمراض المعدية أو الكشف عن عوامل التهديد التي تعرضوا لها، بحيث يمكن القيام بالإجراءات الطبية اللازمة في الوقت المناسب لإحداث فرق".

تحديان رئيسيان

ويواجه الباحثون في برنامج ECHO، المحدد 4 سنوات لإنجازه، تحديين رئيسيين: أولهما تحديد والتمييز بين التوقيعات اللاجينية الناتجة عن التعرض لعوامل التهديد، وثانيهما إنشاء تكنولوجيا تؤدي لتحليلات جنائية وتشخيصية دقيقة ومحددة للغاية للكشف عن النمط الدقيق ووقت التعرض لأسلحة الدمار الشامل أو آثارها.

ولتطوير هذه القدرة، سيتعين على الباحثين تجميع مجموعة بيانات تدريبية أساسية للقراءات اللاجينية قبل وبعد التعرض في العينات البيولوجية. كما سيتعين عليهم إنشاء جهاز قادر على إجراء تحليلات جزيئية متعددة وعلى المعلوماتية الحيوية في أي موقع خلال 30 دقيقة أو أقل، مقارنة بمتوسط يومين وهي المدة التي يستغرقها استخدام الوسائل المعملية الحالية التي تتم في المختبر وليس في مختلف المواقع. وتقضي الخطة بأن يتم في المراحل الأخيرة للبرنامج، أن يتم تحقيق هدف DARPA في توفير قدرة ECHO من خلال جهاز محمول يمكن تشغيله بواسطة أي مستخدم يحصل على الحد الأدنى من التدريب.

ويركز ECHO بشكل خاص على تقليل التهديد الذي تشكله أسلحة الدمار الشامل وتحسين التشخيص للجنود الذين ربما يكونوا تعرضوا لعوامل تهديد.

ومع ذلك، فإن القدرة على إعادة بناء تاريخ الفرد بشكل جزئي من خلال تحليل الـ"إيبيجينوم"، يمكن أن يكون لها تطبيق يتجاوز الأمن القومي ويثير بالتالي مخاوف الخصوصية. وبناءً عليه فإن DARPA تنوي المشاركة بشكل استباقي مع العديد من الخبراء الأخلاقيين والقانونيين المستقلين للمساعدة في إبلاغ خطط الوكالة البحثية والتفكير في القضايا المحتملة وتعزيز الحوار الأوسع في المجتمع العلمي بشأن الضمانات الاجتماعية لحماية الخصوصية.

(العربية)

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى