يرتبط البكاء دائما بالعواطف، أو عندما يواجه عقل الإنسان موقفًا يصعب عليه تحمله، سواء في الفرح أو الحزن أو المرض. ذلك الدمع الذي يسيل من العين، هل تساءلنا يوما عنه أو عن مكوناته؟
هو طبقة شفافة من السائل المالح، يغطي العين، مكون من البروتينات والماء والمخاط والزيت، يتواجد في أعلى المنطقة الخارجيّة من العين، وتفرزه الغدة الدمعيّة، كاستجابة عاطفية لشعور الحزن والضيق الشديد. إلا أن هناك أضرارا تحدث للإنسان نتيجة البكاء الشديد، تؤدي إلى جفاف العين وإرهاق عضلتها، وإصابة ملتحمة العين بالتحسس الشديد، والإصابة بالقولون العصبي والتوتر وارتفاع نسبة هرمون الكورتيزول الضار في الجسم.
وكشفت دراسة أميركيّة حديثة أنّ الدموع تساعد على الحفاظ على صحّة العين، وتخلص الجسم من المواد التي تتشكل نتيجة الضغط النفسيّ.
وأكد الأطباء أن الدموع بأنواعها الثلاث مفيدة: الدموع القاعدية الموجودة بشكل دائم في العين، والتي تعمل على وقايته من الجفاف. والدموع اللاإرادية أو المنعكسية التي تمنع دخول الكائنات المجهريّة الضارّة كالغبار، والدّموع العاطفيّة التي تحتوي على مستويات عالية من "البرولاكتين" وهرمون "الليوسين إنكفالين"، والتي تعتبر مسكِّناً طبيعياً للألم.
وخرج العلماء باستنتاج أنّ الإنسان الذي يبكي يتمتّع بصحّة عقليّة وبدنيّة ممتازة، وأكدوا أنّ الدموع العاطفية تختلف عن الدموع التي تنتج من جراء عدوى العين، وذلك لأنّ الدموع العاطفية ينبعث منها بروتين، ومادة "بيتا إندورفين"، التي تعتبر من مسكّنات الوجع الطبيعيّة في الجسم، وهذا هو السبب الذي يجعل الناس يشعرون بالتحسّن عندما يبكون، شرط عدم الإفراط في البكاء بكثرة، لأن ذلك يمكن أن يكون بمثابة جرس إنذار إلى وجود مشاكل أخرى.
وينصح الأطباء وخبراء الصحة النفسية الناس بمواجهة ضغوطات الحياة وفهم الأمور، والتكيف معها وعدم المبالغة، والسماح للنفس بالبكاء في المواقف التي تستحق ذلك، لأن كثرة الدموع وإفرازات العين تؤدي إلى جفافها، ما ينتج عنه مضاعفات خطيرة على الرؤية، قد تكون من مسببات ضعف النظر. لذلك ينصح الاختصاصي في علم النفسي العيادي الدكتور ميشال علمي مرضاه "باللجوء إلى ممارسة الرياضة، والتفريغ العصبي والنفسي بطرقٍ أُخرى".
(لها)