خلال المؤتمر السنوى الـ12 للجمعية المصرية العلمية للشعب الهوائية ألقى الدكتور ياسر مصطفى أستاذ الأمراض الصدرية بطب عين شمس، محاضرة عن استخدام الوسائل الحديثة باستخدام المنظار الشعبى الليفى، فى تشخيص عتامات الرئة صغيرة الحجم.
وأوضح مصطفى، أن هذه العتامات عبارة عن علامات غير طبيعية، لا يتجاوز حجمها 3 سم تظهر فى أشعة الصدر، أو الأشعة المقطعية، وغالبا ما تكون بسبب أمراض، بعضها حميد مثل الالتهاب الرئوى، والالتهاب الدرنى، والالتهاب الفطرى، ولحمية الشعب الهوائية، وبعض جلطات الرئة، ولكن الكثير منها يكون بسبب أورام خبيثة خاصة إذا زاد حجمها عن 2 سم، مضيفًا أن، هذه العتامات، نتيجة وجود التهاب، وقد يصاحبه كحة غير مفسرة، أو كحة مدممة، إذا كان السبب أورام حميدة، أو خبيثة تظهر فى صورة خراج، ويظهر فى صورة عتمة فقط فى الأشعة، وقد يصاحبه ارتفاع فى درجة الحرارة.
وقال مصطفى، تعتبر العتامات الصغيرة من المشاكل الإكلينيكية التى تقابل أطباء الصدر حيث أنها نادرا ما تسبب أعراض ويتم اكتشافها بالصدفة أثناء الفحص الدورى ولا تصاحبها أى مظاهر إكلينيكية تساعد فى التشخيص حيث يمكن أن تكون نتيجة وجود أورام خبيثة، أو حميدة، وكانت المحاولات السابقة للتشخيص عن طريق أخذ عينة منها، باستعمال إبرة رفيعة تدخل تحت توجيه جهاز الإشعاع المقطعية، ونظرا لصغر هذه العينة، فإنها لا تؤدى إلى نسبة تشخيص لا يتجاوز60%، كما تحمل هذه الطريقة نسبة مضاعفات كثيرة، بسبب مرور الإبرة خلال الرئة، ولذلك يفضل استعمال المنظار الشعبى الليفى فى تشخيص هذه العتامات.
وأكد مصطفى، أن المنظار التقليدى، لا يؤدى إلى تشخيص أكثر من40% من الحالات، نظرا لصغر حجم هذه العتامات ووجود معظمها فى أطراف الرئة خارج الشعب الهوائية، ولهذا ظهرت الطرق الحديثة لمحاولة الوصول إلى هذه العتامة لأخذ العينة، ومنها استعمال الموجات الصوتية من خلال موصل رفيع يمر من نفق متواجد بالمنظار ويبدأ فى إصدار موجات فوق صوتية تخترق الشعب لتفحص نسيج الرئة من حولها حتى نجد هذه العتامة، ونقوم بأخذ عينة بملقاط رفيع.
وأشار مصطفى، إلى أن دور المنظار لا يقتصر فقط على التشخيص، وإنما يمكن استعماله فى علاج بعض الحالات مثل لحمية الشعب، وأورام الشعب الصغيرة، حيث يمكن استئصالها عن طريق المنظار، باستخدام الليزر أو العلاج الحرارى، أو العلاج بالتثليج، أو العلاج بالمواد المشعة الموضعية.