اعتبرت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP)، أن خلطات المشروبات المجففة التي يتم الترويج لها على نطاق واسع على أنها "حليب أطفال"، غير ضرورية وليست مكتملة من الناحية التغذوية.
وغالباً ما تحتوي هذه الخلطات، التي يتم الترويج لها عبر "تيك توك" والمحطات التلفزيونية، على إضافات غير ضرورية للطفل.
وقال الدكتور "جورج فوكس"، عضو لجنة التغذية في (AAP)، إن الشركات المُصنّعة تقدم ادعاءات غير مثبتة حول قدرة هذه المشروبات على تعزيز أدمغة الأطفال وأجهزة مناعتهم.
ويدّعي مسؤولو صناعة التركيبات أن هذه الخلطات مفيدة لسد "فجوات التغذية" في النظام الغذائي للأطفال، لكن الدكتور فوكس أكد أن على الأطفال أن يحصلوا على نظام غذائي متوازن من الأطعمة الصلبة، إضافة إلى شرب حليب الأم وحليب البقر الكامل المدعم، وكذلك الماء مع دخولهم العام الأول.
ما هي خلطات حليب الأطفال؟
يتم بيع خليط الحليب المجفف المعلب وإنتاجه من قبل كبرى الشركات المصنعة للحليب الصناعي ومشروبات الأطفال، مثل Abbott Nutrition وPerrigo Nutrition وReckitt.
وتوصي الشركات بهذا المنتج للأطفال الذين تترواح أعمارهم بين 6 أشهر وحتى 3 سنوات، كمشروبات مغذية ومعززة للنمو.
كيف تختلف عن تركيبة حليب الأطفال العادية؟
يتم تنظيم حليب الأطفال الصناعي من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ليلبِّي متطلبات غذائية معينة، كبديل للحليب البشري. ويتم تفتيش المنشآت التي تصنع فيها هذه المنتجات بشكلٍ دوري. أما خلطات مشروبات الحليب فتنتج دون لوائح اتحادية منظمة، وهي تختلف عن التركيبات الطبية الموصوفة لحالات معينة، مثل أمراض القلب أو مشاكل الهضم عند الأطفال.
لماذا يهتم خبراء الصحة؟
يشير الدكتور فوكس وخبراء آخرون إلى عدم وجود معايير مشتركة لخلطات حليب الأطفال الصغار، ما يعني أن المكونات تختلف بشكلٍ كبير بين العلامات التجارية، كما أن معظمها يحتوي على سكر مضاف لاجتذاب الأطفال الذين يمكنهم التعرف على المذاق الحلو، ما قد يؤدي إلى السمنة وأمراض أخرى. فضلاً عن أن تلك المنتجات أغلى ثمناً من حليب البقر، وتابع فوكس: "ومع ذلك هي ليست جيدة مثل حليب البقر، بل إنها أسوأ".
وفي هذا الخصوص، قالت مديرة مبادرات التسويق وأستاذة الأبحاث في مركز رود للسياسة الغذائية والصحة بجامعة كونيتيكت، فرانسيس فليمنج ميليسي، "يمكن أن نطلق عليها أنها بداية التعلق بالمشروبات السكرية".
ماذا عن التسويق؟
يتم التسويق لخلطات حليب الأطفال على نطاقٍ واسع، إذ ارتفعت مبيعاتها خلال السنوات الأخيرة من 39 مليون دولار، في العام 2006، إلى 92 مليون دولار، في العام 2015، وفقاً لدراسة أُجريت العام 2020.
وقالت فرانسيس إن الشركات تروج لهذه المنتجات بطريقة تدفع الآباء للاعتقاد بأنها ضرورية من الناحية الغذائية، حتى أن إحدى الدراسات تشير إلى أن 60% من مقدمي الرعاية للأطفال يعتقدون أيضاً أنها توفر تغذية للأطفال.
ما الذي يجب على العائلات فعله؟
أكدت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال ضرورة تثقيف الأسر بشكلٍ أفضل حول هذه المنتجات. كما شددت على عدم ربطها بحليب الأطفال أو بيعها بجانب الحليب الصناعي الطبي.
مجموعة صحية، قدّمت، مؤخراً، التماساً لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، في العام 2020، لتنظم تلك الخلطات، لكن الإدارة لا تزال تراجع الطلب.
وأكد الدكتور فوكس ضرورة اعتماد الحبوب المدعمة، والحليب، والبروتين، والفواكه، والخضراوات، للحصول على غذاء أكثر صحة للطفل.
المجلة غير مسؤولة عن الآراء و الاتجاهات الواردة في المقالات المنشورة