الارشيف / تكنولوجيا / بوابة التكنولوجيا

أوربا تقف احتراماً لعبقري الإمارات "الصغير"

أكدت تجربة العالم الإماراتي أديب سليمان البلوشي، الملقب ب"العالم الصغير"، تحول اتجاهات المعرفة والابتكار وأنها لا تأتي دائماً من الغرب، وحتى حين يكون مصدرها الشرق قد يمثلها طفل.

واختتم البلوشي جولة علمية أوروبية قادته إلى كل من بلجيكا وفرنسا وألمانيا بتوجيهات ورعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي. والتقى البلوشي خلال الجولة مجموعة من الخبراء والمختصين في عالم التكنولوجيا ودبلوماسيين في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونيسكو".

وحظي أديب ذو العشرة أعوام بإعجاب وانبهار كبار المصنعين والمخترعين والخبراء في مجال العلوم والأبحاث والتكنولوجيا الأوروبيين، حينما دخل في مناقشات علمية جادة وبلغة انجليزية سليمة، فعبروا عن اندهاشهم من مستواه الفكري والعلمي الذي يفوق بكثير عمره.

حرص سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي على التواصل باستمرار مع العالم الإماراتي أديب البلوشي طيلة فترات جولته العلمية في أوروبا، إذ يدرك سموه أن احتكاك الطفل الإماراتي النابغة بالأوساط العلمية ولقاء العلماء والمتخصصين والخبراء في أكثر الدول تقدماً في دروب العلوم المختلفة، والاستفادة من ما تحفل به تلك الأوساط من أجواء فكرية ونقاشية ستسهم في توسيع مداركه وهو ابن العاشرة كمخترع ناشئ، ما يساعده على تحديد المجالات العلمية والتكنولوجية التي من الممكن أن يتخصص فيها مستقبلاً.

واختار المخترع الإماراتي الصغير في عمره الكبير بنبوغه أن يبدأ جولته العلمية العالمية من عاصمة الاتحاد الأوروبي بروكسل حيث حضر مؤتمراً حول الكربون الأخضر وناقش مع المشاركين فيه من خبراء سبل تحويل الاستدامة الزراعية إلى واقع من خلال التكنولوجيا.

ونصح العالم الإماراتي المشاركين في مؤتمر بروكسل بضرورة تطبيق معايير عالمية وعلمية فيما يتعلق بأفضل الممارسات الخاصة بالتخفيض من نسبة الكربون في الطبيعة من منتجات صديقة للبيئة.

وقدم البلوشي بعض الأفكار التي تسهم في الحفاظ على البيئة والحد من مخاطر انتشار الكربون في الطبيعة نتيجة المخلفات الصناعية وآثار التقدم التقني السلبية.

وفي العاصمة الفرنسية باريس، حل البلوشي ضيفاً على منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، حيث تباحث مع دبلوماسيين وخبراء أمميين في مجال التعليم.

وشملت محادثات أديب مع خبراء "اليونسكو" أهمية استخدام تكنولوجيا التعليم والوسائط المتعددة في العملية التعليمية لتحسين فعاليتها،بعد تطوير العديد من الأدوات لإيصال المعلومات، كتقنيات عرض الصوت والصورة والنص والأفلام وغيرها من الوسائط المتعددة.

وأبلغ العالم الإماراتي خبراء التعليم الدوليين أن أهمية تكنولوجيا التعليم والوسائط المتعددة تزداد من خلال تعزيزها أهمية التواصل بين جميع أطراف بيئة التعلم أو التدريب، ما يزيد من قدرتهم على العمل الجماعي الموجه من قبل مشرفين متخصصين.

وكانت مدينة لافال شرق فرنسا، التي تبعد بنحو 300 كلم عن باريس، محطة ثالثة في جولة أديب البلوشي العلمية في أوروبا حين حل ضيفا شرفياً على مؤتمر التكنولوجيا حول المحاكاة الروبوتية للإنسان وكيفية تسخير التكنولوجيا المتقدمة في مجال الإنسان الآلي لتطوير الأطراف التعويضية.

وفتح البلوشي حلقة نقاش موسعة مع خبراء شركة فرنسية متخصصة في ما يحتاجه المعاقون من عناية فائقة بعد أن قدمت التكنولوجيا الحديثة لهم العديد من الاختراعات المبتكرة التي قد تجعل حياتهم أسهل وأفضل.

وتميز جناح الشركة بعرض أحدث ابتكاراتها في مجال الكراسي المتحركة الآلية، وجلس البلوشي على أحد الكراسي لاختبار تقنياته في مواجهة شاشة عرض واسعة أمامه تحاكي الواقع.

ويعمل الكرسي المتحرك الآلي بالبطاريات النظيفة التي تستمد شحنها من ضوء وأشعة الشمس وهو مبتكر بتصميم متطور يراعي جماليات التصميم وفي الوقت نفس الأداء الفعال للعديد من الوظائف المنوط بها، ما جعل أديب يقدم خلال مناقشته صاحب الابتكار أفكاراً لتطوير الكرسي حتى يمكنه التحول بسهولة إلى عدة أوضاع لتلائم متطلبات الشخص، حيث يمكنه الوقوف على الكرسي أو الدخول بسهولة إلى السيارة.

وخلال المعرض، تباحث أديب أيضاً مع مبتكرين أوروبيين في مجال النظارات الذكية والإلكترونية الجديدة بشاشتين يتحكم فيهما المستخدم عن طريق الهاتف الذكي أو الكمبيوتر عبر وصلة البلوتوث اللاسلكية.

وفي نقاشه مع خبراء الشركة التي تعرضها، قال العالم الإماراتي: إن تلك النظارات يمكن استخدامها أيضاً في حل مشكلة التعرف على الحالة الانفعالية التي يعيشها الآخرون، وهي المشكلة التي يواجهها المنحدرون من ثقافات غربية وشرقية ويعانون أثناء التواصل مع بعضهم البعض.

وقدم أديب أفكارا حظيت باهتمام خبراء النظارات الالكترونية في المعرض لتفادي أخطاء لدى البعض في تفسير الإشارات التعبيرية، لذلك اقترح تطوير تلك الأداة لتستخدم كمترجم لتعبيرات الوجه لتسهيل التواصل بين شخصين من ثقافات مختلفة إذ تختلف معاني التعبيرات من ثقافة لأخرى.

ومن فرنسا، انتقل البلوشي برفقة أسرته الصغيرة إلى ألمانيا وتحديداً مدينة ميونيخ لحضور ورشة علمية حول التجهيزات الطبية عرضت أحدث ما جادت به قريحة المخترعين والمبتكرين الأوروبيين والعالميين في مجال صناعة التجهيزات والمستلزمات الطبية.

وقدم مخترعون ألمان للعالم الإماراتي شرحا عن دور "الروبوت" في العمليات الجراحية بعد أن بات يستخدم على نطاق واسع في العالم في مجال الرعاية الصحية.

وخلال جل المؤتمرات والورش العلمية التي حضرها أثار الطفل الإماراتي المعجزة أديب سليمان البلوشي إعجاب كل من شاهده وهو يتحدث ويتحرك ويعلن عن مواهبه العبقرية الفذة وأدهش علماء كباراً بجدالهم في اختراعاتهم من الناحية العلمية وطرحه العديد من الأسئلة التي تدخل في تركيبتها التكنولوجية. "وام"

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى