تطور العالم الرقمي أصبح يثير مخاوف من تغلب عالم الوهم والخيال على عالم الواقع، لاسيما بعدما أعلن فيسبوك أنه سيجعل المستخدم ينتقل بلمح البصر من مكان واقعي إلى آخر افتراضي.
وأعلن فيسبوك هذا الاسبوع أنه ينوي إنتاج ما أسماه بجهاز ينقل الإنسان إلى مكان آخر من الآن حتى 2025. غير أن هذا الانتقال لن يكون حقيقياً، بل افتراضياً.
فكرة الانتقال من مكان إلى آخر بلمح البصر كانت تمثل دائماً حلماً أبدياً بالنسبة إلى العلم والخيال العلمي والأفراد، وقد يتحقق ذلك في غضون عشر سنوات حسب فيسبوك، الذي وعد بتحقيق هذا الحلم من الآن حتى عام 2025. غير أن هذا الانتقال لن يكون حقيقياً بالمرة، ولن يختفي الإنسان من مكان ما ليظهر في مكان آخر بعد لحظات.
ويقوم المشروع على استخدام جهاز خاص ستنتجه شركة اوكولوس، ويحمل اسم اوكولوس رفت، حيث يمكن ارتداؤه على الرأس والعينين لينقل المستخدم إلى عالم آخر. وكان فيسبوك قد أعلن في قمة الإنترنت في دبلن التي عقدت بين الثالث والخامس من تشرين الثاني الجاري أنه ينوي تطوير عالم افتراضي شديد الدقة إلى درجة أنه يوهم المستخدم بأنه انتقل إلى مكان آخر.
ويعني هذا أن بإمكان أي شخص أن ينتقل إلى بيت جاره أو إلى مكان آخر في الكرة الأرضية باستخدام هذا الجهاز.
وقال مايك شروبفر، المسؤول عن الابتكارات التكنولوجية في فيسبوك، "سيتمكن اوكولوس من التأثير على الأحاسيس ليُشعر الإنسان أن عالمه الافتراضي حقيقي لأن هذا العالم قائم على حقيقة كاملة، ولكنها مصنوعة تقليداً عن الأصل، ويمكن للمستخدم خلق كل ما يريد وما يتخيل في ثلاثة أبعاد".
ويتضمن أحد المشاريع إعطاء القدرة لشخصين كي يرى أحدهما الآخر، وكي يعيد خلق وجهه بثلاثة أبعاد. ويمثل هذا الجانب تحدياً تكنولوجياً كبيراً ومعقداً جداً، ولكنه يعكس أيضاً درجة التطوّر التي وصل إليها فيسبوك. وعلى أية حال، هذا التطور الكبير في مجال التكنولوجيا الرقمية يثير مخاوف لدى البعض من احتمال أن يصبح الخيال والواقع الافتراضي أهم و أكثر سطوة من الواقع الحقيقي المعاش.