تعتبر شركة "هواوي تكنولوجي" من أكثر الشركات التقنية التي واجهت مشاكل "جيوسياسية"، كما أنها من أكثر الشركات خبرة بالموضوع وتأثيره على الأعمال والتطور، وخاصة بعدما ركز الكونجرس الأمريكي خلال جلسات الاستماع في أواخر العام 2012 وفي أكثر من مرة على اتهامها بالتعامل مع الحكومة الصينية ومساعدتها في التجسس على الولايات المتحدة الأمريكية.
وتقول رئيسة قسم العمليات في هواوي "جين لي" في مقابلة مع تلفزيون بلومبيرغ: "أظهرت التسريبات الأخيرة التي قام بها "إدوارد سنودين"، محيط التجسس الهائل الذي كانت تغطيه وكالة الامن القومي الأمريكي، وأن على الشركات أن لا تقلق بعد الآن حول هوية الحكومة التي تقوم بالتجسس وسرقة الأسرار.
كما ساعدت تسريبات سوندين على تعزيز مصداقية وجهة النظر التي تقول أنه علينا فصل السياسة عن عالم الأعمال، لأن على الحكومات فعل ما عليها فعله، وهذا هو الوضع الحالي بالنسب لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية والحكومة الصينية.
أتت التسريبات الأخيرة التي كشف عنها "سوندين" في أفضل توقيت بالنسبة لشركة هواوي، حيث قال رئيس أمن الشبكات حول العالم لشركة هواوي "جون سوفولك" لبلومبيرغ في أكتوبر الماضي، أنه قد يستغرق الأمر عشرات السنين لمعالجة تداعيات اختراق البيانات في الولايات المتحدة الأمريكية، كما كان قد قال رئيس هواوي التنفيذي ومؤسسها "رين زينجفي" لبضعة صحفيين فرنسيين، أن هواوي قررت الخروج من السوق الأمريكية لكي تبقى بعيدة عن العلاقات الأمريكية الصينية وتجنب المتاعب بسببهما.
كما قالت "جين لي" لـ بلومبيرغ ويست، أنه عندما تقع أي شركة من الشركات في منتصف الخلاف بين أعظم دولتين اقتصادياً في العالم، فمن المؤكد أن هذا الأمر سيؤثر عليها سلباً بشكل أو بأخر، لكن لنكن صريحين تعتبر الويالات المتحدة الأمريكية واحدة من أقوى الأسواق في العالم ونحن نقدر قيمة الأعمال هنا.
وتضيف "لي" على عكس ما صرح رئيسها: "لن نخرج من السوق الأمريكية أبداً، نحن نقوم بتطوير أعمالنا هنا".
تقول هواوي أن الخلافات السياسية بين الدول لا يجب أن تؤثر على التطور والتقدم العلمي والتقني، وأنها واحدة من أكثر الشركات التي قدمت الكثير للولايات المتحدة الأمريكية واتهامها بالتجسس يعتبر ثأراً من الحكومة الصينية فقط.