أفادت محكمة روسية اليوم الجمعة بوجوب حظر الوصول إلى خدمة التراسل الفوري الآمن تيليجرام في روسيا، مما ينذر بانقطاع الاتصالات لملايين المستخدمين، بمن فيهم المسؤولون الحكوميون، وجاء القرار بعد أسبوع من رفع هيئة الاتصالات الروسية الرسمية دعوى قضائية للحد من الوصول إلى تطبيق تيليجرام للمراسلة بعد رفض الشركة منح خدمات أمن الدولة الروسية إمكانية الوصول إلى رسائل مستخدميها.

ويتيح تطبيق التراسل الأمن لمستخدميه البالغ عددهم أكثر من 200 مليون مستخدم حول العالم التواصل عبر رسائل مشفرة لا يمكن قراءتها بواسطة أطراف ثالثة، بما في ذلك السلطات الحكومية، وبدوره صرح بافل دوروف، مؤسس شركة تيليجرام، مرارًا وتكرارًا أن شركته لن تسلم مفاتيح التشفير إلى السلطات الروسية لأنها لا تشارك بيانات المستخدم السرية مع أي شخص.

ويحظى التطبيق في روسيا بشعبية متزايدة باعتباره تطبيقًا للأجهزة المحمولة وأجهزة الحاسب المكتبية، ليس فقط بين الأشخاص العاديين، ولكن يستخدم على نطاق واسع من قبل السلطات الحكومية، حيث يستخدمه الكرملين لتنسيق توقيت إجراء مكالمات جماعية منتظمة مع المتحدث باسم الرئيس فلاديمير بوتين، في حين يستخدمه العديد من المسؤولين الحكوميين للتواصل مع وسائل الإعلام.

وتوجهت وكالة رويترز بالسؤال إلى أحد الأشخاص في الحكومة الروسية عن كيفية عمله دون الوصول إلى تيليجرام، فرد الشخص الذي طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية المشكلة بإرسال لقطة شاشة لهاتفه المحمول مستخدمًا تطبيق VPN مفتوح.

وتحظى الشبكات الافتراضية الخاصة أو VPN بشعبية كبيرة بين المستخدمين الروس، حيث يتم استخدام مثل هذه الشبكات وغيرها من التقنيات بشكل فعال، وذلك تبعًا لسماحها للناس بالالتفاف حول القيود التي تفرضها السلطات الروسية بشكل مستمر على الإنترنت.

وأصبح تطبيق تيليجرام الشبكة العالمية الثانية بعد LinkedIn التي يتم حظرها في روسيا، حيث تم حظر LinkedIn في عام 2016 عندما وجدت المحكمة أن الشركة مذنبة بانتهاك القانون الذي يطلب من الشركات التي تحتفظ ببيانات المواطنين الروس تخزينها على خوادم في الأراضي الروسية.

ويأتي حظر استخدام تيليجرام في روسيا في وقت تقوم فيه الشركة بأكبر عملية عرض عملة أولية في العالم مشابهة لعملة بيتكوين الرقمية المشفرة أو عملية إثيريوم Ethereum، ووفقًا لتقارير وسائل الإعلام فقد جمعت الشركة حتى الآن 1.7 مليار دولار من المبيعات المسبقة عن طريق العرض.