يعد تطبيق التراسل الآمن تيليجرام واحدة من منصات التراسل الأكثر شعبية في جميع أنحاء العالم اليوم، وذلك وفقًا لأسباب وجيهة مثل التشفير الكامل وميزة التدمير الذاتي للرسائل، مما جعله أحد حلول المحادثة الفورية للأفراد ذوي الخصوصية، مما ساعده في وصول عدد مستخدميه في شهر مايو إلى 200 مليون مستخدم نشط شهريًا.

ومع ذلك، فإن ميزات الخصوصية قد تترافق مع إساءة الاستخدام، إذ في شهر فبراير تم سحب التطبيق من متجر تطبيقات iOS بعد أن اكتشفت شركة آبل أنه تم استخدامه لتوزيع المواد الإباحية الخاصة بالأطفال.

ويشير تقرير جديد الآن إلى أن التطبيق الشهير أصبح يستخدم لتوزيع المحتوى غير القانوني، وأصبح تطبيقًا مألوفًا للأشخاص الذين يشاركونك الأفلام والعروض المسروقة، بالإضافة إلى بيانات اعتماد تسجيل الدخول المسروقة لخدمات ذات شعبية مثل نيتفليكس Netflix وسبوتيفاي Spotify.

وباستخدام ميزة “البحث الشامل” الخاصة بالتطبيق، يمكن للمستخدمين العثور على القنوات التي تعرض محتويات مقرصنة بشكل صريح، بما في ذلك الأفلام والموسيقى وحتى عروض Netflix، إذ تبدو الخدمة غير مهتمة في مراقبة الملفات التي يقوم المستخدمون بتحميلها.

وفي حال لم يكن ذلك كافيًا، فإن بعض قنوات تيليجرام توفر بيانات اعتماد تسجيل دخول مسروقة لمواقع بث المحتوى الشهيرة إلى “عشرات الآلاف” من أعضاء المجموعة كل يوم، بحيث تشمل بيانات الاعتماد هذه تسجلات الدخول لمواقع مثل Netflix و Spotify و HBO و Sling و Hulu.

وتعد قدرة مالكي القنوات على مشاركة هذا النوع من المعلومات في المقام الأول نتيجة لسياسات المحتوى الفضفاضة في تيليجرام، ومن أجل الحفاظ على المنصة مجانية ومفتوحة قدر الإمكان، فإنه يجري حذف القنوات فقط إذا كانت تحتوي على محتوى عنيف أو إباحي أو ينتهك حقوق الطبع والنشر.

وتساعد إمكانيات تيليجرام في ذلك، إذ يبلغ الحد الأقصى لحجم الملف الممكن تحميله 1.5 جيجابايت، بحيث يمكن لمسؤولي القناة تحميل أكبر عدد ممكن من الملفات، وتبعًا لذلك هناك قنوات تحتوي على عدة تيرابايت من المحتوى الجاهز للتنزيل المباشر من خوادم الشركة.

وعلى صعيد متصل، وخلال وقت سابق من هذا الأسبوع قامت محكمة روسية بحظر إمكانية الوصول إلى التطبيق في روسيا، حيث أمرت محكمة في موسكو في جلسة استماع لمدة 18 دقيقة بمنع خدمة الرسائل المستندة إلى السحابة في أعقاب نزاع قانوني واسع النطاق حول وصول الحكومة إلى الرسائل.

وكانت المحكمة قد طالبت بالوصول إلى مفاتيح ورسائل تشفير تيليجرام، التي يقولون إنها تحتاج إليها للتحقيق في الجرائم والهجمات الإرهابية، ورفضت الخدمة هذا الأمر، وأشارت إلى أن ما تطلبه المحكمة مستحيل بسبب الطريقة التي بنيت بها الخدمة.

وكما تشير صحيفة نيويورك تايمز، فإن هذا يضع الحكومة الروسية في موقف غير عادي، حيث أنه من المعروف استخدام تطبيق التراسل من قبل المسؤولين الحكوميين الروس، بما في ذلك المكتب الصحفي للرئيس فلاديمير بوتين.