بقلم: آلاء أحمد
- مُعلقة صوتية متخصصة في تسجيل الكتب
- باحثة ماجستير في تخصص الراديو والصوت تحديدا صناعة الكتب الصوتية
- عملت على تسجيل أكثر من خمسين كتاب بصوتها مع كُتّاب متعددين
في الحين الذي بدأت فيه صناعة الكتب الصوتية بالنمو في العالم العربي، تدور هناك في الأفق منافسة قوية في مجال صناعة الكتب الصوتية ، حيث أن أكبر شركات إنتاج ونشر الكتب الصوتية Audible اليوم لن تبقى عملاق هذه الصناعة لوقت طويل، ففي شهر يناير من هذا العام اقتحمت جوجل السوق وبمميزاتٍ تُعطيها الأفضلية لدى المستهلكين، بعد أن أطلقت منصتها الخاصة ببيع الكتب الالكترونية والكتب الصوتية على نظام الأندرويد، وذلك دون اشتراك شهري مُلزم للمستخدم كي يتمكن من الدخول للموقع وتصفح الكتب الموجودة فيه.
ورغم أن Audible تغطي احتياجات سوقاً واسعاً من مستخدمي الكتب الصوتية في العالم ، إلا أنها تركت فجوة كبيرة حينما كانت لا تقدم كتباً بلغات غير الانجليزية، وهذا ما جعل الباب مفتوحاً أمام المهتمين بهذه الصناعة في كل أنحاء العالم، هذه الفجوة كانت الفرصة الذهبية للشركة السويدية Storytel لتتسلل إلى السوق وتصبح بعد وقت ليس بالطويل، ثاني أكبر شركة مُنتجة للكتب الصوتية في العالم. في هذا المقال سأقدم لكم معلومات عن هذه الشركات وعن الخدمات التي تُقدمها كلٌ منها.
Audible .. عملاق صناعة الكتب الصوتية
شركة من شركات أمازون وتُعد أكبر مُنتج للكتب الصوت في العالم، لديهم تطبيق على iOS و android وتحتوي تطبيقاتهم على أكثر من ربع مليون كتاب صوتي باللغة الانجليزية، Audible تغطي بشكل أساسي احتياجات السوق الأمريكي والبريطاني وكذلك يمكن تحميل تطبيقها في أي دولة أخرى بالعالم .
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
بالاضافة للكتب الصوتية تقدم الشركة عروض الراديو الأصلية واشتراكات صوتية في المجلات والصحف. يمكن للمستخدمين الاستماع للكتب الصوتية على أوديبل باشتراك شهري مقابل 15$ تقريباً ، بحيث يستطيع المستخدم الاستماع لكتاب واحد مجاناً وكذلك الحصول على خصم بقيمة 30% على أول كتاب آخر يرغب المستخدم بشرائه. Audible تعتمد على قِدمها في السوق لذلك ترى أنه لم يعد هناك حاجة إلى التوسع في أسواق أخرى، لكن أتوقع أن هناك نوايا في التوجه نحو سوق الشرق الأوسط من أجل تقديم كتب أكثر باللغة العربية.
Storytel .. “سنصبح القائد الأول لهذه الصناعة”
شركة سويدية تاسست في العام 2005 تحت اسم بوكيلور وهو مصطلح سويدي بمعنى “كتب مسموعة”، ولكن في عام 2007 تم تغيير الاسم إلى “ستوري تيل” بنية التوسع الدولي، تُقدم الشركة خدمة اشتراك شهرية مقابل 20$ تقريباً وذلك مقابل تصفح عدد غير محدود من الكتب ، وما يمُيز تطبيقها أنه يمكن الوصول الى الكتب دون الحاجة للاتصال بالانترنت عند تحميله من متجري آبل وأندرويد.
وكانت الشركة في بادئ الأمر تتعاقد مع شركات إنتاج الكتب الصوتية في الدول الاسكندنافية من أجل الحصول على الكتب لتطبيقها، ولكن في العام 2013 أسست استديوهاتها الخاصة لإنتاج الكتب الصوتية في السويد، ثم في العامين 2015- 2016 على التوالي اشترت “ستوري تيل” خدمة الكتب الدانمركية “موفيبو” والناشر السويدي “ماسوليت” لتصبح بعدها أكبر شركة للكتب الصوتية والكتب الالكترونية في السويد والدنمارك والنرويج وفنلندا وهولندا وبولندا. ترفع الشركة شعارًا في موقعها على الإنترنت: “سنصبح القائد الأول لصناعة الكتب الصوتية”، وفي هذا الشعار نية واضحة بالاستمرار في التوسع وإنتاج الكتب الصوتية بلغات أكثر والدخول إلى أسواق جديدة، رغم أن الشركة اليوم تقدم خدماتها في أكثر من عشرين دولة وبأكثر من خمس لغات من ضمنها العربية، حيث يُوجد لها فرع في دولة الإمارات.
Google play تُنافس على مهل!
في منتصف شهر يناير لهذا العام أعلنت شركة التكنولوجيا العملاقة جوجل عن بيعها الكتب الصوتية عبر متجرها جوجل بلاي، وأنها ستُتيح الكتب في 45 بلدا وبتسع لغات وبدون اشتراك شهري ثابت ولكن يُمكن شراء الكتب الصوتية بشكل فردي، وكذلك تُقدم خصماً بنسبة 50% لأول كتاب تشتريه!
هذه أهم ثلاث شركات إنتاج كتب صوتية في العالم اليوم تتزاحم لاقتسام الكعكة، ناهيك عن مئات الشركات الصغيرة والناشرين الأفراد، والشركات العربية تُحاول التوسع والمستفيد الأكبر هو المستمع الذي لا يعلم ماذا يدور في الكواليس حين يهرول برفاهية في الصباح الباكر على الشاطئ واضعاُ سماعات في أذنيه، يسرقه مُعلقٌ صوتي بأداءٍ احترافي لكتاب بقلم العظيم عباس محمود العقاد!