طور الباحثون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT تقنية جديدة تستخدم الواقع الافتراضي لتدريب الطائرات بدون طيار سريعة الحركة والمدعومة بالذكاء الاصطناعي، مما أدى إلى تقليل الأعطال، وبالتالي تقليل الحاجة إلى الإصلاح أو الاستبدال، ومن المفترض أن يتم عرض النظام المسمى “Flight Goggles” بشكل مفصل ضمن فعاليات مؤتمر IEEE الدولي للروبوتات والأتمتة المنعقد حاليًا بمدينة بريسبان في أستراليا.
ويتيح نظام Flight Goggles للمركبات ذاتية القيادة إمكانية الاطلاع على البيئات الافتراضية والتعلم منها أثناء تنقلها في المساحات الفارغة فعليًا، حيث يتتبع النظام حركة الطائرة بدون طيار، ويعرض صورًا واقعية ثابتة لموقعها الافتراضي الحالي بمعدل 90 إطار في الثانية، وينقل الصور بسرعة إلى معالج الصور ضمن الطائرة بدون طيار، بحيث يقلل النظام الجديد بشكل كبير من عدد الحوادث التي تتعرض لها الطائرات بدون طيار في جلسات التدريب الفعلية.
وأوضح سيرتاك كارامان Sertac Karaman، الباحث والأستاذ المشارك في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا لمجلة MIT News أن الطائرة بدون طيار سوف تطير في غرفة فارغة، وسوف تتعلم في تلك البيئة، وأضاف أن الفريق استوحى هذا النظام من خلال رغبته في بناء طائرة بدون طيار مستقلة قادرة على التفوق على الطائرات بدون طيار التي يتحكم بها الإنسان في السباقات الخاصة بهذه النوعية من الطائرات، والتي تشمل متاهات مزودة بنوافذ وأبواب وعوائق أخرى.
ويراهن الباحثون على إمكانية أن يغير هذا النظام قواعد اللعبة فيما يتعلق بتطوير تكنولوجيا الطائرات بدون طيار، إذ ووفقًا لتصريحات سيرتاك كارامان فإن بناء نسخة افتراضية من تلك المتاهات والعوائق والسماح للطائرة بدون طيار تدريب نفسها على اجتياز مثل تلك الاختبارات يجعلها تتعلم الحركة بشكل أسرع وأفضل من الطريقة التي يحاول من خلالها الإنسان التحكم بها وجعلها تقوم بنفس المناورات والحيل لتفادي تلك العقبات.
ويوضح الاختبار الفائدة التي يوفرها نظام Flight Goggles، إذ نجحت الطائرة 361 مرة في اجتياز نافذة افتراضية عند تحليقها بسرعة 5 ميل في الساعة خلال 10 رحلات وتحطمت ثلاث مرات فقط، الأمر الذي أدى إلى عدم حدوث أي ضرر فعلي، في حين استطاعت الطائرة بدون طيار أن تطير من خلال نافذة حقيقة 119 مرة ضمن اختبار حقيقي مكون من ثماني رحلات، مع تحطمها أو تطلبها تدخل بشري ست مرات فقط.
وقال كارامان: “في اللحظة التي تريد فيها القيام بحوسبة عالية الإنتاجية والذهاب بسرعة، فإن أقل التغييرات التي تجريها على بيئتك سوف تؤدي إلى تحطم الطائرة بدون طيار، ولا يمكنك التعلم في هذه البيئة، وفي حال كنت ترغب في دفع الحدود المفروضة حاليًا فيما يتعلق بالسرعة التي يمكنك الوصول إليها فإنك تحتاج إلى نوع معين من بيئة الواقع الافتراضي”.
يذكر أن نظام Flight Goggles قد تم تصميمه في البداية للطائرات بدون طيار، ولكن لديه أيضًا تطبيقات محتملة متعلقة بالمركبات الأرضية ذاتية القيادة، إذ يمكن باستخدام تقنيات التقاط الحركة وتقنيات الواقع الافتراضي إدراج الأشخاص والأشياء في مسارات التعلم للمركبات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي لتدريبهم لتجنب العقبات في العالم الحقيقي.