باعت شركة أمازون تقنية التعرف على الوجوه إلى وكالات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة، وذلك حسبما أفاد الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية في شمال كاليفورنيا ACLU، حيث تظهر رسائل البريد الإلكتروني التي حصلت عليها ACLU أن الشركة عملت مع مدينة أورلاندو في ولاية فلوريدا وولاية أوريغون لنشر Rekognition، وهو منصة التعرف على الوجه المدعومة بالذكاء الاصطناعي القادرة على التعامل مع قواعد بيانات ملايين الأشخاص.
وأعربت وكالات إنفاذ القانون في كاليفورنيا وأريزونا وغيرها من المدن عن اهتمامها باعتماد التكنولوجيا، وتفرض شركة أمازون في معظم الحالات مبلغًا قليلًا قدره 400 دولار أمريكي لعملية إعداد وتهيئة النظام، وما بين 6 و 12 دولار شهريًا مقابل الوصول إلى Rekognition، بحيث يسمح هذا النظام لوكالات إنفاذ القانون مسح الصور الملتقطة من قبل كاميرات الشرطة وأنظمة المراقبة ضمن المدينة في الوقت الحقيقي.
ويعد نظام Rekognition أرخص من الأنظمة المنافسة المقدمة من قبل شركة NEC وغيرها من البائعين التقليديين، لكنه يتفوق في العديد من النواحي، إذ يمكنه تتبع ما يصل إلى 100 شخص في لقطات الكاميرا في الوقت الحقيقي حتى عندما لا تكون الوجوه مرئية أو أنهم خرجوا من اللقطة ودخلوا من جديد، وذلك وفقًا للمواد التسويقية للشركة، إلى جانب إمكانية تحليل سمات الوجه لتحديد أمور مثل الفئة العمرية والحالة العاطفية.
وتعمل شركة أمازون على تدريب نظام Amazon Rekognition بشكل مستمر على البيانات الجديدة لتوسيع إمكانيات تعرفه على الأشياء والمشاهد والأنشطة مما يساعد على تحسين قدرته على التعرف بدقة، كما يمكنه عند تحليل مقطع فيديو ما تحديد أنشطة معينة تحدث ضمن هذه اللقطة مثل تسليم طرد أو لعب كرة قدم.
وتثير إمكانيات النظام مخاوف كبيرة تتعلق بالحريات المدنية بالنسبة لاتحاد الحريات المدنية الأمريكي ACLU، وقال الاتحاد في بيان: “من خلال أتمتة المراقبة الجماعية، فإن أنظمة التعرف على الوجه مثل Rekognition تهدد الحريات، كما أنها تشكل تهديدًا خاصًا للمجتمعات التي استهدفت بالفعل بشكل غير عادل في ظل المناخ السياسي الحالي، ويجب أن يكون الناس أحراراً في السير في الشارع دون أن تراقبهم الحكومة”.
وكانت شركة أمازون قد عرضت نظام Rekognition في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2016 كجزء من خدماتها السحابية Amazon Web Services، كما يتم استخدامه من قبل خدمات المستهلكين مثل Pinterest و C-SPAN للتعرف على الأشياء والتحليلات، كما أنه وفر مساعدة لقناة Sky News الإخبارية في المملكة المتحدة للتعرف على الوجوه وتحديد الضيوف الذين يدخلون كنيسة سانت جورج في وندسور ضمن حفل الزفاف الملكي، إلى جانب كون شركة Motorola Solutions، وهي مورد مشهور لكاميرات الشرطة، زبون لهذا النظام.
وانضم اتحاد الحريات المدنية ACLU إلى مجموعات أخرى لدعوة أمازون للتوقف عن توفير خدمات التعرف على الوجه لوكالات إنفاذ القانون والوكالات الحكومية الأخرى، وقالت الجماعات في خطاب مفتوح موجه إلى المدير التنفيذي جيف بيزوس: “نطالب أمازون بالتوقف عن تشغيل البنية التحتية للمراقبة الحكومية التي تشكل تهديدًا خطيرًا للعملاء والمجتمعات في جميع أنحاء البلاد، ولا ينبغي أن تقوم أمازون بتوفير أنظمة المراقبة مثل Rekognition للحكومة”.
وأكدت أمازون من جهتها أن الشركة تعمل على إيقاف أي حسابات يثبت أنها تنتهك القانون أو تستخدم خدماتها بطريقة غير مسؤولة، وقال ممثل الشركة في بيان: “كإحدى التقنيات، فإن نظام Amazon Rekognition لديه العديد من التطبيقات المفيدة في العالم الحقيقي، وسوف تكون نوعية حياتنا أسوأ بكثير اليوم إذا قمنا بتجريدها من التكنولوجيا الجديدة بسبب قيام بعض الناس بإساءة استخدام التكنولوجيا”.