تشير الأنباء إلى أن شركة آبل قد وجدت شريكًا فيما يخص مشروعها لتطوير تكنولوجيا السيارات ذاتية القيادة المسمى “مشروع تيتان” Project Titan، بحيث يوضح تقرير جديد نشرته صحيفة نيويورك تايمز وجود تعاون بين شركة التكنولوجيا الأمريكية وشركة صناعة السيارات الألمانية فولكس فاجن Volkswagen لتحويل سيارات الفان T6 الحالية إلى سيارات ذاتية القيادة لموظفي شركة آبل للتنقل بين مكاتبها في سيليكون فالي.
وتأتي هذه الأخبار بعد نهاية المفاوضات السابقة مع شركات صناعة السيارات الألمانية الفاخرة، بما في ذلك بي أم دبليو BMW ومرسيدس Mercedes، لتطوير سيارة ذاتية القيادة بالكامل، بعد أن رفضت الشركتان السماح لشركة آبل بالتحكم في تصميم السيارة والبيانات التي تنتجها.
وكانت المعلومات المتعلقة بمشروع آبل للسيارات ذاتية القيادة قد ظهرت إلى العلن خلال العام الماضي، بعد أن كانت الشركة قد بدأت به منذ عام 2014، بحيث كان هذا المشروع يهدف في السابق إلى تطوير كل من الأجهزة والبرمجيات الخاصة بسيارة مستقلة جديدة، والذي تحول لاحقًا للتركيز على خدمة نقل ذاتية القيادة تعرف باسم PAIL، بحيث تعمل بين بالو ألتو و شارع إنفينيتي لوب، وهو الشارع الذي يقع فيه مقر الشركة الرئيسي السابق، قبل افتتاح آبل بارك Apple Park في العام الماضي.
وجندت آبل لذلك المشروع مهندسي البرمجيات ومهندسي السيارات وعلماء الصواريخ وفريقًا متخصصًا في التصميم الصناعي لبناء تصور لسيارة المستقبل ذاتية القيادة، وعمل الفريق على مجموعة من المفاهيم غير التقليدية، بما في ذلك تقنية الواقع المعزز، والشاشات ثلاثية الأبعاد المدمجة في الزجاج الأمامي والنوافذ، وفتحة السقف المصنوعة من نوع خاص من البوليمر الذي يخفض الحرارة، والنوافذ ذات الصبغات القابلة للتعديل مثل تلك الموجودة في طائرات بوينغ 787 Dreamliner الجديدة.
وتمكنت آبل من بناء نموذج لسيارة رياضية ذات أربعة مقاعد تواجه بعضها البعض، والتي اختبرها بعض الموظفين من خلال الجلوس داخلها، على غرار تصميم مرسيدس المعلن في عام 2015، وخططت شركة آبل في عام 2016 لإنفاق مئات الملايين من الدولارات لبناء مختبرات للبحث والتطوير في جميع أنحاء المقر الرئيسي في كوبرتينو بولاية كاليفورنيا، ولكن سرعان ما اكتشف أعضاء مشروع السيارة أن تصميم وبناء أجزاء أساسية لسيارة جديدة لم يكن بسيطًا.
وكانت الشركة المصنعة لهواتف آيفون تهدف في البداية إلى بناء السيارة داخل مقر الشركة، مع إجراء مناقشات تمهيدية حول مصنع آبل للسيارات في جنوب الولايات المتحدة، ولكن تلك الخطط سرعان ما تحولت إلى إيجاد شريك تصنيع لتصنيع السيارات، وليس تصميمها، بحيث أن طلبات آبل من الشركاء تطورت تدريجياً، إذ طلبت في البداية المساعدة في بناء سيارة مصممة من قبلها، وبعد ذلك، بدأت تطلب من الشركاء المحتملين توفير قطع أساسية للسيارة مثل الهيكل والعجلات، وفي النهاية، طلبت آبل من الشركاء المحتملين تجديد مركباتهم الخاصة باستخدام مستشعراتها وبرامجها.
واشترت آبل في أواخر عام 2015 سيارتي Lexus، واستأجرت شركة في فرجينيا تدعى Torc Robotics لتعديل المركبات مع أجهزة الاستشعار، وهو مشروع عرف داخليًا باسم Baja، ولدى آبل الآن أكثر من 50 سيارة Lexus تستخدمها لجمع البيانات واختبارات القيادة الذاتية المحدودة، وسمح المنظمون في كاليفورنيا للشركة الأمريكية في أوائل عام 2017 بإجراء اختبارات ذاتية القيادة على الطرق العامة مع ثلاثة من سياراتها.
وقال موظفون سابقون إن شركة BMW كانت الاختيار الأمثل لآبل منذ وقت طويل، وذلك نظرًا إلى تركيزها على المنتجات عالية الجودة، حيث يقود العديد من المسؤولين التنفيذيين في شركة آبل، بما في ذلك الرئيس التنفيذي للشركة تيم كوك، سيارات BMW، وزار كوك شركة BMW في وقت مبكر من عام 2014 لمناقشة الشراكة، واستمرت تلك المفاوضات على مدى سنوات، لكنها انتهت بالفشل.
وشكلت شركة مرسيدس إحدى الخيارات المفضلة لدى آبل أيضًا، حيث عقدت الشركتان محادثات لأكثر من عام، لكن المفاوضات توقفت بسبب خلافات حول السيطرة على التجربة والبيانات، كما التقت الشركة الأمريكية مع شركات نيسان Nissan اليابانية و BYD Auto الصينية وماكلارين البريطانية McLaren ، إلا أن تلك المحادثات لم تسفر عن اتفاقات، وذلك لأن شركات تصنيع السيارات كانت مترددة في التخلي عن السيطرة لشركة آبل.
ويبدو أن آبل وجدت في أواخر العام الماضي شريكها الجديد المتمثل بشركة فولكس فاجن، حيث تخطط الشركتان الآن لإعادة تصنيع شاحنات فان فولكس فاجن من طراز T6 كسيارات كهربائية ذاتية القيادة ضمن مختبر بالقرب من تورين في إيطاليا، والذي تديره شركة تابعة لشركة فولكس فاغن تدعى “إيتال ديزاين” Italdesign.
ويستهلك المشروع الجديد كل اهتمام فريق شركة التكنولوجيا الأمريكية تقريبًا، وذلك بعد المعاناة والمشاكل المتكررة التي أدت إلى تقليص نطاق مشروع السيارات ذاتية القيادة، مع تغيير توجهاته بشكل متكرر، مما أضر بالمعنويات وساهم في مغادرة مئات الموظفين، حيث أن المشروع كان يفتقر إلى خطة واضحة، بما في ذلك أي أهداف تجارية على المدى القريب.