أعلنت شركة خدمات الركوب أوبر Uber أنها سوف تنشئ مركزًا جديدًا للتكنولوجيا المتقدمة في باريس، وهو أول مركز أبحاث وتطوير تابع للشركة يقع خارج أمريكا الشمالية، بحيث يركز المختبر الجديد الذي سيتم افتتاحه في الخريف على مشروع الشركة الطموح المسمى Uber Elevate، والذي تخطط أوبر من خلاله إلى تطوير سيارات أجرة طائرة تعمل بالطاقة الكهربائية.
وتقول أوبر إنها سوف تنفق 23.4 مليون دولار على مدى خمس سنوات لتصميم وتطوير كل التكنولوجيا المطلوبة، بما في ذلك خوارزميات الذكاء الاصطناعي وأنظمة مراقبة الحركة والملاحة الجوية اللازمة لدعم خدمة التاكسي الجوي، كما أعلنت الشركة عن شراكة بحثية مدتها خمس سنوات مع مدرسة الفنون التطبيقية École polytechnique، وهي مدرسة هندسة فرنسية مرموقة تقع في إحدى ضواحي جنوب غرب باريس.
وتشمل المشاريع الأولية تطوير نماذج لمركبات نقل حسب الطلب معتمدة على تقنيات التعلم الآلي، مع محاكاة إدارة الحركة الجوية عالية الكثافة على ارتفاعات منخفضة، والعمل على تكامل حلول النقل الجوي المبتكرة مع منظمات الطيران الأوروبية مثل EASA، وتطوير شبكات ذكية لدعم أساطيل مركبات المستقبل الكهربائية على الأرض وفي النقل الجوي.
وقال دارا خسروشاهي Dara Khosrowshahi، المدير التنفيذي لشركة أوبر في بيان: “إن بناء مستقبل مدننا سيتطلب أفضل العقول وأكثرها ذكاءًا، ومع وجود مهندسين على مستوى عالمي ودور رائد في مجال الطيران العالمي، فإن فرنسا تعد المكان الأمثل لتطوير برنامج Uber Elevate ومبادرات التكنولوجيا الجديدة، ونحن متحمسون لإقامة شراكة مع École polytechnique لتشكيل مستقبل التنقل الحضري على الأرض وفي الجو”.
ويعد اختيار مدينة باريس مثيرًا للاهتمام، لا سيما بالنظر إلى معاناة أوبر في مدينة الأضواء، حيث واجهت الشركة مقاومة من قبل مجموعات سيارات الأجرة لأنها توسعت في جميع أنحاء فرنسا، وأغلقت الحكومة في عام 2015 خدمة UberPop منخفضة التكلفة، وذلك في أعقاب احتجاجات سيارات الأجرة واسعة النطاق التي تحولت إلى العنف.
كما تم اعتقال اثنين من المدراء التنفيذيين بتهمة تشغيل عملية نقل غير قانونية، وفي عام 2016 تم إيقاف خدمة Uber مؤقتًا في باريس بسبب الاحتجاج على اللوائح الحكومية الجديدة التي تهدف إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد تطبيقات خدمات الركوب.
وينضم المركز الجديد إلى مراكز مجموعة التقنيات المتقدمة الأخرى التابعة لشركة أوبر في بيتسبرغ وتورونتو وسان فرانسيسكو، بحيث تركز هذه المرافق في الغالب على برنامج السيارة الذي تديره الشركة، والذي تم تقليصه منذ أن تسببت سيارة أوبر ذاتية القيادة في قتل أحد المشاة في تيمبي بولاية أريزونا في شهر مارس/آذار الماضي.
وكانت شركة أوبر قد عقدت مؤخرًا مؤتمرها السنوي الثاني في لوس أنجلوس، حيث كشفت خلاله عن مفهوم جديد للطائرة، وقائمة بشركات التصنيع، واتفاقية جديدة مع وكالة ناسا والجيش الأمريكي، ومجموعة كاملة من العروض المستقبلية لمنصات الإطلاق والهبوط المفترض تواجدها على أسطح المنازل في جميع انحاء المدن كبنيه تحتية داعمه لمشروع سيارة الأجرة الطائرة.
وقال اريك أليسون Eric Allison، رئيس مشروع Elevate المعين حديثًا في تدوينة نشرها: “سوف يتم افتتاح مختبر باريس هذا الخريف، والذي يتواجد ضمن نخبة من المهندسين وخبراء تعلم الآلة والموهوبين في مجال الرؤية الحاسوبية”، وأضاف أن الأبحاث سوف تركز على الإمكانيات المختلفة المتعلقة بإدارة المجال الجوي والاستقلالية وشبكات الاتصالات في الوقت الحقيقي وتخزين الطاقة وأنظمة الشحن.
وحصلت الشركة مؤخرًا على تصريح من قبل هيئة الطيران الفيدرالية لاختبار أنظمة الطائرات بدون طيار في الولايات المتحدة، وذلك بعد أن تراجعت جهود الشركة فيما يخص تطوير الجيل القادم من مركبات النقل ذاتية القيادة وإغلاقها مؤخرًا برنامجها لاختبار السيارات ذاتية القيادة في ولاية أريزونا، وانسحابها إلى بيتسبرغ وسان فرانسيسكو، في أعقاب أول حادث لسيارة مستقلة تابعة لها.
كما أنها تواجه منافسة شديدة في السباق لتطوير سيارات أجرة مستقبلية طائرة، بما في ذلك المنافسة من قبل الشريك المؤسس لشركة جوجل لاري بيدج Larry Page وشركته الناشئة كيتي هوك Kitty Hawk، والتي كشفت مؤخرًا عن طائرة بدون طيار قادرة على الطيران بسرعة 110 ميل في الساعة، بحيث أنها تخضع حاليًا لاختبارات للحصول على موافقة الجهات التنظيمية في نيوزيلندا.