رفضت منصة التواصل الإجتماعي فيسبوك تعويض عشرات الملايين من المستخدمين عن إساءة استخدام البيانات الشخصية من قبل شركة كامبريدج أناليتيكا Cambridge Analytica، وذلك على الرغم من الانتقادات الموجهة من السياسيين والمنظمين على جانبي المحيط الأطلسي.
وقالت منصة فيسبوك في ردود مكتوبة للبرلمان الأوروبي إنه على الرغم من وجود “خرق واضح للثقة” فقد كان من المهم أن نتذكر أنه لم يتم مشاركة تفاصيل الحسابات المصرفية أو معلومات بطاقات الائتمان أو أرقام الهوية الوطنية.
وجاء الرفض بعدما تعرض مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك هذا الاسبوع لاستجواب عام، والذي يعد الثاني بالنسبة له، حول كيفية حصول شركة كامبريدج أناليتيكا على معلومات حسابات ما يصل إلى 87 مليون مستخدم من مستخدمي شبكة التواصل الإجتماعي دون موافقة صريحة.
وقال مشرعون من الاتحاد الأوروبي إن ذلك من شأنه أن يجعل منصة فيسبوك مسؤولة عن التعويضات المادية لمستخدمي الاتحاد الأوروبي، في حين قال زوكربيرج إنه لا يوجد دليل على أنه قد تم مشاركة بيانات مستخدمي الاتحاد الأوروبي.
وكانت منصة التواصل الإجتماعي قد أوضحت في وقت سابق بأنها علمت بخرق الخصوصية هذا لأول مرة منذ أكثر من عامين، لكنها لم تذكر ذلك علنًا إلا عندما اندلعت أخبار الفضيحة في شهر مارس/آذار، حيث استخدمت شركة كامبردج أناليتيكا، التي عملت في الحملة الرئاسية لدونالد ترامب والمدعومة من قبل المستثمرين، بما في ذلك الملياردير روبرت ميرسر Robert Mercer، البيانات للتأثير على الناخبين في الانتخابات حول العالم.
وتتمحور فضحية البيانات حول تطبيق “This Is Your Digital Life” المصمم من قبل الباحث ألكسندر كوغان Aleksandr Kogan، بحيث تمكن هذا التطبيق من الحصول على بيانات 270 ألف شخص، وفي وقت لاحق حصلت كامبردج أناليتيكا على معلومات من التطبيق لما يصل إلى 87 مليون مستخدم فيسبوك، حيث قام التطبيق أيضًا بالحصول على بيانات أصدقاء الأشخاص المشاركين، بما في ذلك أولئك الذين لم يسبق لهم تنزيل التطبيق أو منحه موافقة صريحة.
ويتعين على الشركات، وبموجب قواعد خصوصية جديدة أكثر صرامة تدخل حيز التنفيذ في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي بتاريخ 25 مايو/آيار الحالي، تعويض المستخدمين إذا تم الحصول على بياناتهم الشخصية بشكل غير قانوني، وذلك في حال لم تتمكن تلك الشركات من إثبات أنهم غير مسؤولين.
وانتقد أعضاء البرلمان الأوروبي زوكربيرج للتهرب من الاستجواب خلال جلسة الاستماع التي استمرت لمدة 90 دقيقة، إلا أن مسألة قبوله المثول أمام أعضاء البرلمان الأوروبي تعتبر خطوة مفاجئة للاتحاد الأوروبي بعد أن تجاهل دعوات للإدلاء بشهادته أمام مجلس العموم في المملكة المتحدة.
وقال داميان كولينز Damian Collins، رئيس اللجنة البريطانية الرقمية للثقافة والإعلام والرياضة “تهرب مارك من الأسئلة بشكل صارخ فيما يتعلق بملفات تعريف الظل، ومشاركة البيانات بين واتساب وفيسبوك، والقدرة على إلغاء الاشتراك في الإعلانات السياسية، فضلاً عن الحجم الحقيقي لإساءة استخدام البيانات على المنصة”.