أعلنت شركة فيسبوك عن أرشيف جديد للإعلانات السياسية هذا الأسبوع كطريقة جديدة لتحسين مستوى الشفافية عبر منصتها. وإلى جانب هذا الإعلان قالت الشركة إنها ستنشئ أداة جديدة تُمكن مطوري تطبيقات الجهات الخارجية (تطبيقات الطرف الثالث) من استخدامها للوصول إلى بيانات الأرشيف.
ويتضمن الأرشيف إعلانات فيسبوك وإنستاجرام التي تم تصنيفها على أنها تتضمن محتوى سياسي، أو محتوى حول القضايا الوطنية ذات الأهمية العامة. على سبيل المثال قد تجد إعلانات عن مسؤولين منتخبين أو مرشحين للمناصب العامة أو قضايا مثل التعليم أو الهجرة.
وبالنسبة لفيسبوك هذه منطقة غامضة لأن منح مطوري التطبيقات الخارجية إمكانية الوصول إلى منصتها هو ما جعل الشركة تواجه الكثير من المتاعب في المقام الأول وهو السبب الأكبر لضرورة تغيير أسلوبها في الإعلانات السياسية.
وقال راج جويل كبير مسؤولي التقنية في برينلينك والمدافع عن الحقوق المدنية على الإنترنت: “إن الطريقة الوحيدة التي تظهر بها شركة فيسبوك أنها جادة هي السماح للأحزاب المحايدة (مثل المراجعين) بتحليل واجهة برمجة التطبيقات (API) والتأكد من أنها آمنة”.
يتضمن أرشيف فيسبوك الجديد بيانات حول أي إعلان يقع تحت المظلة السياسية سواء كان مرتبطًا بانتخابات أو قضية. عندما ينقر المستخدمون على علامة التصنيف الموجودة على الإعلان سيتم نقلهم إلى الأرشيف حيث يمكنهم معرفة الجهة التي قامت بإنشاء الإعلان ومقدار المال الذي تم إنفاقه عليه. وسيتضمن الأرشيف أيضًا بيانات مجمّعة حول موقع ونوع وسن المستخدمين الذين شاهدوا الإعلانات.
وقال روب ليذن مدير المنتجات في فيسبوك في مكالمة جماعية مع الصحفيين يوم الخميس الماضي: “إن الشركة بصدد إنشاء واجهة برمجة تطبيقات مصاحبة لأرشيف الإعلانات السياسية”.
وأضاف: “يمكن للخبراء الخارجيين والباحثين والأكاديميين المساعدة من خلال تحليل الإعلانات السياسية على فيسبوك، لهذا السبب نعمل بشكل وثيق مع لجنة أبحاث الانتخابات التي تم تشكيلها حديثًا وأصحاب المصلحة الآخرين لإطلاق واجهة برمجة تطبيقات للأرشيف”.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
وتمنح واجهة برمجة التطبيقات بعض الأشخاص وصولًا أعمق إلى البيانات الموجودة في أرشيف الإعلانات السياسية ولكن فيسبوك لم تعلن حتى الآن من سيكون له صلاحية الوصول إلى هذه البيانات.
وقال ستيف ساترفيلد مدير الخصوصية والسياسة العامة في فيسبوك: “نكتشف هذه الأمور الآن بالتعاون مع عدد من الشركاء الذين يهتمون للغاية بالحصول على واجهة برمجة التطبيقات، نحن متحمسون بشأن إمكانية بناء هذه الأداة لأننا سنعطي مجموعات المراقبة والباحثين والأكاديميين وغيرهم نوعًا من الوصول القوي للبيانات التي يطلبونها”.
وقال جويل إن الأرشيف مفهوم لائق ولكنه قد يستخدم للإساءة. وهو يشك في أن الهدف الأكبر من هذه الأداة هو منح فيسبوك طريقة أخرى ليراقب ويلاحق البوتات والوسطاء مثل وكالة أبحاث الإنترنت الروسية.
وأضاف “يعتبر منح الأرشيف واجهة برمجة التطبيقات وسيلة لإبعاد الانتباه عن تقصير فيسبوك في الوقت الحالي حيث يبدو الأمر كما لو أن فيسبوك يستخدم تقنية غير مجربة لحل مشكلة ويدعى حلها بالفعل”.
يذكر أن السبب في فضيحة فيسبوك التي تسرب فيها بيانات ما يصل إلى 87 مليون مستخدم هو المطور ألكسندر كوغان، الذي كان لديه حق الوصول إلى بيانات المستخدمين وباعها لشركة أبحاث خارجية وهي كامبريدج أناليتيكا. وأفادت التقارير أن كامبريدج أناليتيكا استخدمتها لتشكيل استراتيجية الحملة الانتخابية للرئيس دونالد ترامب خلال انتخابات عام 2016.
وقال كوغان وقتها إن تطبيقه Thisisyourdigitallife لجمع البيانات كان يلتزم بشروط وأحكام الفيسبوك في الوقت الذي قام فيه بجمع بيانات المستخدمين وبيعها.
وقال جويل: “تجاهل فيسبوك أفضل الممارسات وتحذيرات الأمان والآن يريدون الحصول على أوسمة الشرف والتقدير لمحو الفوضى التي تسببوا فيها”.