يمتلك جيف بيزوس Jeff Bezos، الملياردير الأمريكي والمؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أمازون، خطط كبيرة بالنسبة للقمر، إذ قال خلال حديثه في المؤتمر الدولي لتطوير الفضاء في لوس أنجلوس مع آلان بويل Alan Boyle إن مشروعه الفضائي Blue Origin سوف يعمل مع وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” NASA بالإضافة إلى وكالة الفضاء الأوروبية لإنشاء مستوطنة على القمر، بحيث يصبح القمر منصة لبناء صناعة الفضاء.
وتحدث الرئيس التنفيذي لشركة أمازون عن فكرة جعل القمر مركزًا للصناعة الثقيلة، إذ يرى أن عملية نقل الصناعة الثقيلة إلى المواقع الفضائية التي تعمل بالطاقة الشمسية هي الطريقة الوحيدة لضمان أن كوكبنا قادر على التعامل مع الطلب المتزايد على الطاقة، بحيث قال “في المستقبل غير البعيد، أتحدث عن عقود، ربما 100 سنة، سوف يصبح من السهولة بمكان القيام بالكثير من الأشياء التي نقوم بها حاليًا على الأرض في الفضاء، وذلك تبعًا لامتلاكنا للكثير من الطاقة، وسوف يكون علينا مغادرة هذا الكوكب، وجعل هذا الكوكب أفضل”.
وشرح بيزوس رؤيته لاستيطان سطح القمر، بحيث يهدف مشروع Blue Origin على المدى القصير إلى خفض تكلفة الوصول إلى الفضاء، وذلك من خلال مركبة الفضاء الجديدة Shepard، ومن ثم من خلال الصاروخ الجديد Glenn، والذي من المقرر أن يطير في 2020، ولكن من الواضح أن بيزوس لا يرى سببًا للانتظار حتى ذلك الحين لبدء العمل على ما قد يؤدي في نهاية الأمر للوصول إلى القمر.
وتتمثل رؤية بيزوس على المدى الطويل في تمهيد الطريق أمام ملايين الأشخاص الذين يعملون في الفضاء، بحيث قد يعيش هؤلاء الناس ويعملون في الكويكبات المجوفة، وهو مفهوم اقترحه منذ عقود من قبل أونيل O’Neill، وهو عالم فيزياء من برينستون، كانت أفكاره حول المستوطنات الفضائية تغذي شغف بيزوس بالحدود النهائية.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
ووفقًا لتلك الرؤية فإنه سيتم تخصيص الأرض للاستخدامات السكنية والصناعية الخفيفة، في حين سيتم نقل الصناعة الثقيلة من على كوكب الأرض وتزويدها بالطاقة الشمسية على مدار الساعة وطوال الأسبوع، وقال بيزوس “إن الأرض ليست مكانًا جيدًا جدًا للقيام بالصناعة الثقيلة، إنها مناسبة لنا الآن، كما أن القمر يقع في مكان ملائم، ويمكن الوصول إليه في غضون يومين فقط باستخدام الصاروخ المناسب”.
وفي حين أن كوكب المريخ يأتي في صدارة اهتمامات إيلون ماسك Elon Musk، الملياردير الأمريكي والمؤسس لشركة سبيس إكس للفضاء SpaceX، فإن كوكب القمر يعتبر مركز اهتمام جيف بيزوس، وذلك حتى قبل ان تتوجه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسميًا نحو استهداف القمر، بحيث كان جيف يتحدث عن استخدام الروبوتات لبناء مدينة قمرية للبشر.
وقرر العلماء أن لدى القمر رواسب من الجليد المائي بالقرب من القطبين، والتي يمكن تحويلها إلى مياه صالحة للشرب، وهواء قابل للتنفس، ووقود دفع للصواريخ القابلة للتزود بالوقود، ولتسهيل غزو القمر فإن مشروع Blue Origin لديه مخططات لمركبة قادرة على الهبوط على سطح القمر، بحيث أنها مصممة لتكون قادرة على توصيل 5 أطنان من الحمولة إلى سطح القمر، مما يجعلها قادرة على نقل البشر، والتي يمكنها أن تبدأ الطيران بحلول منتصف عام 2020.
تجدر الإشارة إلى أن جيف بيزوس يعد في الوقت الحالي أغنى شخص في العالم، حيث يبلغ صافي ثروته أكثر من 130 مليار دولار، وهو يصرف ما قيمته مليارات الدولارات من أسهم شركة أمازون سنويًا لتمويل مشروع غزو القمر Blue Origin.